Page 152 - African-Issue 41Arabic
P. 152
(ج) تهـديـدات الأمـن القـومـي للمملكة العربية السعودية في إطار علاقاتها مع دول منطقة
القرن الأفريقي:
منذ انتهاء فترة الحرب الباردة وخروج الاتحاد السوفيتي «السابق» من
إفريقيا ،وما أدي إليه ذلك من تغير في علاقات القارة بالقوي الإقليمية والدولية
علي ضوء التوازنات الجديدة التي أحدثها تربع الولايات المتحدة الأمريكية علي
قمة النظام العالمي الجديد واعتبارها الفاعل الرئيسي علي مستوي العالم ،فقد انتقلت
علاقات دول منطقة القرن الأفريقي بالولايات المتحدة الأمريكية والقوي الكبري
إلي مستوي آخر من التعاون أحيانا والمنافسة التقليدية أحياناً أخري ،بين تلك القوي
وبعضها البعض حول مصلحها المتنوعة في هذه المنطقة من القارة الأفريقية ،وفي
هذه المناطق المستهدفة علي وجه الخصوص(.)14
لقد آثارت جرائم القرصنة البحرية والسطو المسلح ضد السفن والمراكب أمام
سواحل الصومال في خليج عدن قلق واهتمام صانعي القرار في المملكة العربية
السعودية بوجه خاص والمجتمع الدولي بوجه عام ،لما تمثله هذه الجرائم من
تهديد للسلم والأمن الدوليين بشكل عام ،وتهديد للأمن الإنساني لدولة الصومال
التي انهارت وتقطعت أوصالها منذ عام 1991م وحتي اللحظة الآتية ،ففي عام
2008م اختطف القراصنة ناقلة النفط السعودية «سيروس ستارن» التي يبلغ طولها
330متراً ،ويبلغ حجمها ثلاثة أضعاف حجم حملة حائرات أمريكية وحمولتها
كاملة ،وكانت تحمل ربع الإنتاج اليومي في المملكة العربية السعودية( .)15وتتجلي
هذه السابقة الخطيرة في بعد السفينة أكثر من 800كم من السواحل الكينية وهو
ما يعني – طبقاً لتقديرات مسئول بهيئة إقليمية لمراقبة الملاحة البحرية والقرصنة
– أن القرصنة زادوا من تسلحهم وربما يحصلون علي مساعدة من آخرين قد
يكونون نيجيريين أو يمنيين ،نظراً لضخامة العملية ،فهذه العملية تدلل علي القدرة
النوعية العالية للقراصنة ومقدرتهم علي الاستمرار وشن هجماتهم وتوسيع منطقة
القرصنة(.)16
- 147 -