Page 148 - African-Issue 41Arabic
P. 148

‫إن هاجس الأمن هو العمود الفقري الذي تدور حوله سياسات ومصالح الدول‪،‬‬
‫وهو يتضمن الحماية والشعور بالسلامة والطمأنينة وعدم التهديد‪ ،‬ويشمل كل‬
‫ماله صلة بالتغيير عن الوجود السياسي كما يعني القدرة علي مواجهة الأزمات‬
‫والمفاجآت المتوقعة وغير المتوقعة سياسية كانت أم اقتصادية‪ ،‬وهو يسيطر علي‬
‫تفكير جميع البشر‪ ،‬أفراداً وجماعات‪ ،‬شعوباً ودولاً‪ ،‬وقبائل وأحزاباً‪ ،‬وهو مطلب‬
‫ضروري لاستمرار حياة الشعوب وتقدمها‪ ،‬ولاتغفل عنه دولة من الدول‪ ،‬بل تتفق‬

                                       ‫عليه الكثيرون من ثرواتها وعائداتها(‪.)2‬‬

                  ‫‪ – 1‬الأهداف والمصالح الأمنية السعودية في منطقة القرن الأفريقي‬

‫المملكة العربية السعودية لا محالة معنية بكل غاشية تغشي منطقة القرن‬
‫الأفريقي بحكم ارتباطهم به أمنياً وثقافياً واقتصادياً‪ ،‬ومن المفترض أن يكون لهم‬
‫اهتمام بكل ما تشهده ساحة القرن الأفريقي من صراعات ونزاعات أياً كانت طبيعتها‬
‫‪ .‬إن من شأن تعقيد وتشابك منطقة القرن الأفريقي‪ ،‬إلي جانب أنها تعد محوراً‬
‫للصراع والتنافس الدولي‪ ،‬أن فرض علي المملكة العربية السعودية تجاوز عملية‬
‫رصد التفاعلات الدولية والإقليمية والمحلية في المنطقة إلي البحث عن دور يتناسب‬
‫مع رؤيتها الأمنية والإنمائية (‪ .)3‬وكقاعدة عامة يلاحظ أنه قد لايتوفر بصورة دائمة‬
‫لصانعي القرار ماهم بحاجة إليه من معلومات‪ ،‬سواء من ناحية الكم والكيف علي‬
‫حد سواء‪ ،‬حتي يهتدوا إلي قرار عقلاني كامل‪ ،‬وعليه لابد من الإكثار من وضع‬
‫السياسات الأمنية الفاعلية في أية بيئة لاتشعر بالاطمئنان ‪ ،‬وبإسقاط هذه القاعدة علي‬
‫منطقة القرن الأفريقي‪ ،‬يلاحظ بالفعل أن هذه المنطقة ظلت منذ انتهاء فترة الحرب‬
‫الباردة حتي يومنا الراهن‪ ،‬منطقة ملتهبة بالصراعات والنزاعات الداخلية والحدودية‬
‫المعقدة‪ ،‬ومما زاد من حدتها التدخلات الخارجية من قبل بعض القوي الدولية التي‬

   ‫تسعي إلي سيطرتها ومد نفوذها في منطقة القرن الأفريقي المليئة بالنزاعات(‪.)4‬‬

‫وعليه يفهم أن البعد الأمني كعامل مؤثر في تشكيل السياسة الخارجية السعودية‪،‬‬
‫يأتي ضمن أولويات المصالح الدفاعية التي يسعي صانع القرار السعودي إلي تحقيقها‬

                                  ‫‪- 143 -‬‬
   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153