Page 194 - African-Issue 41Arabic
P. 194
من المعاني التقليدية لمفهوم المساعدات الدولية لدي كل من الدائنين والمدينين،
وبالتالي أتسع مفهوم المساعدات الاقتصادية الخارجية ليكون :أنها تمثل كل المنح
الرسمية والقروض والإمتيازات من الدول الغنية الي الدول الفقيرة ،سواء كانت
فى شكل موارد نقدية أو فى شكل سلع وموارد غذائية ،أو فى شكل عناصر غير
مادية مثل المساعدات الفنية كالخبراء والفنيين من الخارج أو برامج التدريب للقوي
البشرية المحلية ،وذلك بهدف زيادة معدلات النمو والتنمية فى الدول النامية ،على
أن يكون عنصر المنحة فى هذه المعونات يمثل حوالي %25على الأقل ،بالإضافة
الي اعتبار أن إسقاط أو إعادة جدولة المديونية وكذلك المزايا الجمركية معونة
مقدمة من الدول الغنية للدول الفقيرة (. )5
ثانياً :تطور أجندة المساعدات الدولية المقدمة لأفريقيا:
بنهاية الخمسينيات من القرن العشرين ،وبعد نجاح خطة مارشال فى إعمار
أوروبا الغربية تحولت الأنظار وكذلك الاهتمام من قبل الدول المانحة الي مناطق
اخرى من العالم ،وعلى وجه التحديد قارة أفريقيا ،حيث ارتأت الدول الغنية أن
أفريقيا تشكل هدفاً مثالياً لتوجيه المساعدات فرغم استقلال معظم الدول الافريقية
عن الاستعمار فى تلك الفترة إلا أنها ظلت معتمدة على المساعدات المالية السخية
المقدمة من مستعمريها السابقين فى أوروبا الغربية ،كما تحولت افريقيا لساحة
للتنافس السوفيتي الأمريكي من خلال دعم الاتحاد السوفيتي لحلفائه مثل باتريس
لومومبا فى الكونجو ،ومنجستوهيلا مريام فى أثيوبيا ،فى مقابل دعم الولايات
المتحدة الامريكية ورعاية مؤيديها مثل موبوتو سيسيكو فى زائير ومن ثم لم يكن
تدفق المساعدات الاجنبية لأفريقيا متوقفاً على أستحقاق الدولة للمساعدات بل علي
مدى ولاء الدولة لأي من المعسكرين ،ويمكن عرض موجز لأجندة المساعدات
الاجنبية الي افريقيا منذ ستينيات القرن العشرين وحتى وقتنا الحاضر:
-1مرحلة التصنيع فى ستينيات القرن العشرين ،حيث تلقت قارة افريقيا فى
بداية ذلك العقد مساعدات بقيمة 100مليون دولار وجهت فى معظمها لتمويل
مشروعات صناعية ضخمة مثل مشروع سد كريبا على جانبي الحدود بين
- 189 -