Page 196 - African-Issue 41Arabic
P. 196
الذى يدعو لتحرير الأسواق وإزالة القيود والحد من التدخل الحكومى ،وفى
أفريقيا كان هذا التحول الاقتصادي قد تم تبنيه من خلال برنامجي التثبيت
والتكيف الهيكلى المدعومين من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى ،وقد
صاحب تطبيق هاتين المبادرتين إطلاق البنك والصندوق برامج واسعة
للمساعدات ،حيث تلقت الدول الفقيرة فى أفريقيا أموالاً نقدية على هيئة
مساعدات لدعم ميزانياتها فى مقابل تبنى حلول تحرير السوق كطريق للتنمية،
وهو ما استلزم تقليص دور الدول وخصخصة الصناعات وتحرير التجارة،
وغيرها ،ومنذ بداية أزمة الديون فى عام 1982إرتفعت تدفقات قروض
صندوق النقد الدولى من 8مليارات دولار إلى 12مليار دولار فى عام
، 1983كما ازدادت تدفقات المساعدات الموجهة لتخفيض الفقر ،وبلغت
حصة البنك الدولى من الإقراض المخصص للتعديلات الهيكلية ما يترواح بين
%20و %25من إجمالى القروض ،كما أصبحت القروض الثنائية تقدم بشروط
ميسرة ،وحتى أوائل التسعينات كان أكثر من %90من التدفقات المالية إلى
أفريقيا عبارة عن هبات(.)9
- 4بنهاية الحرب الباردة فى عام 1991لم تعد سياسة المساعدات محكومة
بمتطلبات تلك الحرب ،كما أنه مع إنهيار الإتحاد السوفيتى فقد إنخفضت
مبالغ المساعدات المقدمة من الإتحاد السوفيتى إلى أفريقيا والتى قدرت بنحو
300مليون دولار سنوياً ،وإتسم عقد التسعينات بتقلص حجم المساعدات
الموجهة للتنمية فى أفريقيا بصورة حادة ليصل صافي إجمالي المساعدات
الرسمية المخصصة للتنمية في أفريقيا من الذروة البالغة 17مليار دولار
فى عام 1992إلى 12مليار دولار فى عام 1999مع إرتباطها بمجموعة
جديدة من المشروطيات السياسية ،كتطبيق الحوكمة والمقصود بها إصلاح
هيكل الحكم وتحسين الخدمات المدنية والإدارات الحكومية ،كذلك تزايد
الدعوة لتطبيق النموذج الغربى فى الديمقراطية ،على إعتبار أن فرض الحكم
الجيد والديمقراطية بالقوة إلى جانب المساعدات فى الدول التى تفتقر للتنمية
- 191 -