Page 195 - African-Issue 41Arabic
P. 195

‫زامبيا وزيمبابوي‪ ،‬ثم مالبثت ان قاربت هذه المساعدات لـ ‪ 950‬مليون دولار‬
‫بحلول عام ‪ ،1965‬وجهت معظمها لمشروعات البنية الأساسية التى أهتمت‬
‫دول القارة بها بعد الاستقلال‪ ،‬حيث تلقت غانا مساعدات بقيمة ‪ 90‬مليون‬
‫دولار‪ ،‬وحصلت زامبيا وكينيا ومالاوي على مساعدات بلغت نحو ‪315‬‬

                          ‫مليون دولار لكل منها بنهاية عقد الستينيات (‪. )6‬‬

‫‪ -	2‬التحول للتركيز على مكافحة الفقرة مع إرتفاع أسعار النفط فى أكتوبر ‪1973‬‬
‫شهدت العديد من الدول الأفريقية إرتفاعاً حاداً فى أسعار المواد الغذائية ‪ ،‬ثم‬
‫ركوداً اقتصادياً منذ عام ‪ ، 1975‬وقد هدد الإرتفاع فى أسعار الغذاء مساعى‬
‫التنمية فى الدول الأفريقية ‪ ،‬وأدى إلى إرتفاع مستويات الفقر إلى حدود لم‬
‫يصل إليها من قبل ‪ ،‬وهو ما دفع البنك الدولى لإعادة توجيه إستراتيجياته‬
‫للتركيز على معالجة الفقر المتزايد ‪ ،‬وقد حذت الدول المانحة حذو البنك‬
‫الدولى ‪ ،‬وهو ما أدى لإعادة توجيه المساعدات بعيداً عن مشروعات البنية‬
‫التحتية الضخمة ‪ ،‬لتذهب لقطاع الزراعة والخدمات الإجتماعية فى نهاية‬

       ‫السبعينيات لتتجاوز ‪ %50‬من إجمالى المساعدات المقدمة لأفريقيا (‪)7‬‬

‫‪ -	3‬أجندة المساعدات الأجنبية فى الثمانينات ومع ارتفاع تكاليف الاقتراض نتيجة‬
‫الارتفاع الحاد فى أسعار الفائدة الذى انتهجته الدول المانحة‪ ،‬الأمر الذى أدى‬
‫إلى عجز العديد من دول العالم عن سداد ديونها‪ ،‬حيث وصلت خدمة الدين‬
‫فى أفريقيا فى عام ‪ 1982‬إلى نحو ‪ 8‬مليارات دولار‪ ،‬وفي أفريقيا وحدها‬
‫كان هناك ‪ 11‬دولة هي‪ :‬أنجولا و نيجيريا و تنزانيا و الكاميرون والكونغو‬
‫وساحل العاج والجابون وموزمبيق وجامبيا والنيجر‪ ،‬عجزت جميعاً عن سداد‬
‫التزاماتها وديونها المستحقة(‪ )8‬وهو ما دفع البنك الدولى للعمل على إعادة‬
‫جدولة الديون من خلال ما أطلق عليه تسهيلات التعديلات الهيكلية بغرض‬
‫إقراض الدول العاجزة عن السداد‪ ،‬وهو ما زاد من إعتماد الدول المدينة على‬
‫المساعدات‪ ،‬وأدى إلى تراجع الأوضاع الإقتصادية فى إفريقيا بصورة حادة‪.‬‬

‫وقد شهدت فترة الثمانينات من القرن العشرين ظهور الفكر الليبرالى الجديد‬
                                  ‫‪- 190 -‬‬
   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199   200