Page 275 - African-Issue 41Arabic
P. 275
خــاتـمـة
بعد استعراض الإطار النظري و القياسي لتحليل العلاقة بين عرض النقود و
التضخم في السودان ،يمكن تلخيص أثر السياسة النقدية على الاستقرار النقدي في
السودان بالنجاح المصحوب بإخفاق ،نجاح تم بموجبه تحقيق الانضباط في معدلات
النمو في عرض النقود بما يتماشى مع النمو في الناتج المحلي الإجمالي ،ثم خفض
في معدلات التضخم من ثلاث خانات في الفترة التي سبقت الاصلاح الاقتصادي
عام 1996إلى خانتين في الثلاث سنوات التالية لتطبيق الاصلاح الاقتصادي ثم
خانة واحدة في باقي سنوات الدراسة حتى عام ، 2007حيث البداية الفعلية لتطبيق
اتفاقية السلام وما صاحبها من تغيرات تمت بموجب التوقيع على الاتفاقية كان
لها الأثر في التأثير على عرض النقود و التضخم على التوازي وما لحقه من آثار
للأزمة المالية العالمية عام 2008التي أدت لتخفيض سعر النفط بالتالي انخفاض
في إيرادات الدولة السيادية من العملة الأجنبية مع ثبات في الطلبات الاستيرادية .
أما الإخفاق تمثل في انحراف معدلات التضخم الفعلية عن المستهدفة في عدد
من سنوات الإصلاح وخصوصا في السنوات الأولى من الإصلاح الاقتصادي
خلال الفترة 1999-1996التي شهدت توجها انكماشيا من قبل سلطات النقد بغية
السيطرة على معدلات التضخم الجامحة و النمو غير المنضبط في معدلات النقود
فكان من الطبيعي حدوث انحراف جزئي .وشهدت أيضا الفترة من 2005-2002
والفترة 2011-2008انحرافا بين المعدل المستهدف والفعلي.
أما بخصوص تحليل العلاقة السببية بين عرض النقود و التضخم فمن نتائج
التحليل القياسي نصل لنتيجة مفادها أن التغير في عرض النقود لم يكن هو المفسر
للتضخم في السودان بل إن سعر الصرف هو المحدد الأول للتضخم ،وذلك نظرا
لطبيعة الاقتصاد السوداني المعتمد على الاستيراد من الخارج ،فضلا عن أن التغير
في عرض النقود ينعكس أثره على التضخم بعد مرور فترة زمنية تصل إلى 18
شهرا .
- 270 -