Page 7 - African-Issue 41Arabic
P. 7

‫أغذيتهم التي هي من أجود مواد حيوانية‪ ،‬وأشار أيضا “بولبيوس”(‪ )Polybius‬أن‬
            ‫سكان شمال أفريقيا كانوا يعيشون من قطعانهم وليس من الزراعة(‪.)1‬‬

‫ولكن الاقتصاد الرعوي لا يصنع التمدن لأهله ويتوقف عند حدود الاكتفاء‬
‫الذاتي‪ ،‬وتستفيد منه قطاعات اقتصادية أخرى كالحرف والتجارة حيث يزودها‬
‫بالمادة الأولية فيساهم في تنميتها وثرائها‪ ،‬ولذلك تكون الاحتكارات الفينيقية ومن‬
‫بعدها القرطاجية قد وجدت في الشمال الأفريقي مصدر ثراء بأقل التكاليف؛ لأن‬

                            ‫النتاج الرعوي كان يتجه نحو مصارفها المرفئية(‪.)2‬‬

‫أ ‪ -‬الأغنام ‪ :‬أهتم سكان مملكة موريتانيا بتربية القطعان من الأغنام والماعز والأبقار‪،‬‬
‫وسلالتها قديمة ومميزة‪ ،‬فإذا كان الفيل والفرس محل اهتمام السلطة العسكرية‬

     ‫لدورهما الحربي فإن الكبش احتل مكانة هامة في المعتقدات المورية(‪.)3‬‬

‫ب ‪ -‬الأبقار‪ :‬كانت تربية الأبقار منتشرة في شتي أنحاء مملكة موريتانيا‪ ،‬كما أن‬
‫مؤشرات أركيولوجيا فجر التاريخ تدل على وجود هذه الحيوان بأعداد كبيرة‬
‫تفوق ما هو موجود الآن(‪ ،)4‬ولا يزال المستقرون يزاولون تربية الأبقار‪ ،‬وأن‬
‫استعمال الثيران لجر المحراث لهو خير دليل على الجمع بين النشاطين الرعوي‬
‫والزراعي‪ ،‬وهو ما يحرر تربية الحيوان تدريج ًيا من البداورة ويضمها إلى‬
‫النشاط الزراعي‪ .‬وقد لاحظ الطبيعيون أن الشمال الأفريقي عرف سلالتين‬
‫من الأبقار أحداهما حديثة تسمى بالبقر الأيبيري (‪ ،)bos ibericus‬والأخرى‬
‫قديمة ومنقرضة تسمى البقر الأفريقي(‪ ،)bos africanus‬وهي التي رسمها‬

                                               ‫فنان الرسوم الصخرية(‪.)5‬‬

‫وظلت هذه الثروة موجودة بأعداد كبيرة‪ ،‬يدل على ذلك ما جاء في المصادر‬
‫أن القائد القرطاجي «هاميلكار» سلب عشرين ألف رأس في غزوته الانتقامية‬

                                       ‫ضد مملكتي نوميديا وموريتانيا(‪.)6‬‬

‫جـ ‪ -‬الأفيال ‪ :‬اعتبر «س‪ .‬جزيل» أن الفيل(‪ ،)7‬يمكنه أن يعيش إلى الآن في الجبال‬
‫الريفية وفي سفوح الأطلس‪ ،‬وهذا يجعلنا نستنتج ان إنقراضه لا يعود إلى‬

                                   ‫‪-2-‬‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12