Page 10 - African-Issue 41Arabic
P. 10
وعرفت المنطقة أي ًضا أنواع عديدة من المحاصيل الأخرى مثل الفول الكبير
والصغير والعدس والحمص فقد كانت موجودة وبكثافة كبيرة وكانت موضع
تعاملات بين الناس (المقايضة) ،فقد عثر على بذور الفول المحروقة في أنحاء
متفرقة خاصة في موقع «لكسيوس» و»وليلي» و «بناصا»(.)19
وكذلك عرفت المنطقة الزيتون والنخيل والكروم ،حيث يؤكد «بليني»
وجودهما بكثرة بين الأطلنطي ونهر الفوت( ،)Futوكان الاعتماد في الزراعة على
مياه الأنهار والأمطار ،وهو العنصر الأساسي في الري ،وعلى ضفاف الأنهار
قامت المزارع التي حولها الرومان فيما بعد مستعمرات لهم ،ولم يكن هناك نظام
ثابت للري والصرف ،فكانت بعض الأراضي تعاني فعلاً من سوء تصريف المياه،
ونظ ًرا لاتساع الأراضي وقلة السكان فلم يتم تجفيف المستنقعات؛ ولكن هجرها
السكان إلى أرض أخرى صالحة للزراعة(.)20
ولم تكن السدود معروفة عند السكان؛ ولكن عرفت الصهاريج لحفظ المياه
في المدن ،وقد عثر على أمثلة على ذلك في «لكسيوس» و»وليلي» ،وتعتبر بلدة
الأقواس الواقعة شمال مدينة أصيلا غرب الطريق الرئيسية لطنجة من أمثلة الريف
الذي تمتع بالتقدم في عصر «يوبا الثاني» ،وأن بقايا المزارع القديمة وقنوات المياه
التي كانت تمتد على جسور عالية لا زالت بقاياها ممتدة حتى منطقة الميناء القديمة
لتزويد السفن بحاجتها من المياه(.)21
وكانت الغلات الزراعية متنوعة ومنها ماكان للتصدير وأهمها القمح ،فنجد
وبكثرة سنابل القمح منقوشة على نقود «يوبا الثاني» ،وتدل كثرة وجود الطواحين
بـ «وليلي» على وفرة القمح بها ،وكان يلي القمح في الأهمية الزيتون ،وتعتبر
منطقة «طنجة» و»ليكسوس» من أهم المناطق التي كانت تنتج الزيتون ومن أهم
الصادرات بعد القمح ،وكذلك الكروم الذي كان أقل شهرة من كروم اليونان(.)22
أما الخضر والفواكه فمن المؤكد انها كانت كثيرة ومتنوعة ونرى صور
الكثير منها على الفسيفساء مثل البصل وبعض أنواع البقول والتين والموالح(.)23
فوجود المنتجات الزراعية وجودتها جعل السكان المحليون قوم أصحاء ،أبدانهم
-5-