Page 12 - African-Issue 41Arabic
P. 12
كان السكان في الغالب يكتفون بتحميص الحبوب وأكلها ،ولكن عادة طحن
الحبوب موجودة في المغرب منذ زمن بعيد ،وبقيت بعض الطرق المستخدمة
في طحنها مستخدمة من قبل السكان خلال قرون ،فتارة تطحن الحبوب بمدق في
مهراس مستدير ،وهاتان الأداتان كانتا من الحجر أو من الخشب ،وأحياناً تطحن
على حجر عريض بيضوي الشكل ،سطحها مقعر قليلاً ،وحجر أخر تحمله اليد للدق
به ،ولكن في الغالب تستخدم في طحن الحبوب رحى صغيرة يمكن حملها ،وكان
قطرها يتراوح ما بين عشرين وأربعين سنتميتر ،وهي تتكون من قرصين حجريين
فوق بعض ،فالرحي العليا لها مقبض يمكن أن تدار به ،وبها ثقب لوضع الحبوب،
وباحتكاك القرصين تتم عملية الطحن ،وبهذه الوسائل يمكن الحصول علي طحين
غليظ يتم إعداده للأكل بطرق مختلفة (.)30
أما الرعاة ،فإن حليب قطعانهم ،خصاصة حليب الأغنام والماعز ،كان طعامهم
الأساسي ،ويصنع منه جبن طري أو محفوظ ،أما الحيوانات نفسها فكان ذبحها غير
مفضل ،لأنها كانت تشكل بالنسبة لهم رأس المال ،بل هي في الغالب الثروة الوحيدة
لمالكيها الذين كانوا يدخرونها أكثر وقت ممكن ،والصيد باعتباره متعة وضرورة،
هو الذي كان يمد السكان باللحوم التي يأكلونها ،ومن اللحوم التي كانوا يتناولونها
لحوم القردة ،أما لحوم الدجاج فلم يوجد عنها إشارة في أي مكان في المنطقة ،وكانوا
يقومون بحفظ اللحوم عامة بواسطة تدخينها وسحقها ودهنها بالشمع ،أما العسل
فكان السكان يأكلونه بكثرة ،والذي يحل عندهم محل السكر ،وكان سكان المناطق
الداخلية لا يتناولون الملح ولا التوابل الأخرى التي قد تنكئ حلوقهم مع عدم توفر
المياه بكثرة ،وكان السكان يشربون الماء واللبن بكثرة ،أما الخمور فلم تتوفر لهم
بكثرة حتى يشربوها(.)31
الصناعة :
أ -صبغة الأرجوان :
كان النشاط الزراعي يصاحبه نشاط صناعي ،فكما سبق وأن ذكرت أن عملية
الصيد البحري وأن محار الأرجوان (الموريسك) كان من جملة ما يبحث عنه
-7-