Page 13 - 2014-36

‫إلى أرض بغن في تندرم ‪ Tendirma‬عام ‪917‬هـ‪1511 /‬م(‪ .)51‬وفي عام ‪918‬هـ‪/‬‬
‫‪1512‬م غزا المدعو تنيض ‪ Tanid‬ملك فوت ‪ Fota‬في جنوب غرب المملكة(‪.)52‬‬

‫وبالإضافة إلى توسع الأسكيا محمد على حساب ممتلكات مالي‪ ،‬كان من أبرز‬
‫حروبه التوسعية تلك الحروب التي جردها ضد إمارات الهوسا ‪ ،Hausa‬ففي أواخر‬
‫عام ‪919‬هـ‪1513 /‬م قاد حملة بنفسه ضد ملك كشن أو كاتسينا ‪،)53(Katsina‬‬
‫ورجع منها في عام ‪920‬هـ‪1514 /‬م(‪ .)54‬وإذا كانت هذه الحملة لم تنجح في فرض‬
‫نفوذ فعلي لصنغي في بلاد الهوسا إلا أنها استولت على بعض الغنائم‪ ،‬وكشفت عن‬

‫السياسة التوسعية للأسكيا محمد الأول‪.‬‬

‫وتعددت حملات الأسكيا محمد ففي أواخر عام ‪921‬هـ‪1515/‬م قاد حملة ضد‬
‫ملك آير ‪ Air‬في مدينة أقدز ‪ Aghadez‬المجاورة لبلاد الهوسا‪ ،‬ورجع منها عام‬
‫‪922‬هـ‪1516 /‬م‪ .‬وقاد معركة ضد سلطنة كنت ‪ Kanta‬عام ‪923‬هـ‪1517 /‬م ولكنها‬
‫لم تحقق أي نتيجة‪ .‬وفي عام ‪924‬هـ‪1518/‬م جرد الأسكيا نفسه حملة أخرى بقيادة‬
‫أخيه عمر كمزاغ‪ ،‬لغزو زلن التابعة لملك مالي‪ ،‬وانتصر عليه عمر كمزاغ وقتله(‪.)55‬‬

‫وهكذا استطاعت صنغي في ذروة توسعاتها في عهد الأسكيا محمد الأول أن‬
‫تضم مجالات الموشي(‪ ،)56‬والطوارق‪ ،‬وممتلكات مملكة مالي‪ ،‬وامتدت حتى حدود‬
‫منطقة الغابات‪ ،‬واستطاع الأسكيا محمد أن يمد حدود مملكته من شواطئ بحيرة‬
‫تشاد في الشرق إلى المحيط الأطلسي في الغرب‪ ،‬وأعاد سلطة بلاده إلى الحدود‬
‫القصوى شمالاً عند مناجم الملح في تغازة ‪ Teghazza‬وسط الصحراء والحدود‬
‫الشمالية الغربية التي كانت ضمن أملاك مالي‪ ،‬ومنها إلى شمال الغابات الكثيفة‬
‫في الجنوب(‪ ،)57‬أما في الشمال الشرقي فقد توسعت المملكة في أراضي سلطنة‬
‫الآير‪ .‬وفي حين كانت مملكة صنغي لم تتجاوز في الحقبة السابقة المناطق المحيطة‬
‫بالنيجر الأوسط ومنحناه الأعلى رغم حروب سنى علي المتواصلة‪ ،‬نجد مملكة‬
‫صنغي قد بلغت حدودها القصوى على أيام الأسكيا محمد الأول فوصلت إلى بلاد‬

‫الموشى في الجنوب‪ ،‬ولامست الصحراء في الشمال(‪.)58‬‬
‫‪- 36 -‬‬