Page 18 - 2014-36
P. 18

‫ثان ًيا ‪ -‬الحرب وقمع الثورات والتصدي للطامعين والخارجين على نظام الحكم‪:‬‬

‫أدى اتساع مساحة المملكة السودانية إلى عدم وجود سيطرة قوية على كل‬
‫أطرافها على الدوام‪ ،‬فأحيا ًنا كانت بعض المدن تخرج عن الطاعة‪ ،‬الأمر الذي‬
‫كان يستدعي تجريد الحملات لرد مثل هذه المدن الخارجة عن طاعة المملكة إلى‬
‫سيادتها‪ ،‬فقد قام منسا موسى بشن حرب على مجموعة من رماة السهام الماهرين‬
‫وهم جماعات البدو الرحل في شمال مالي الذين ركبوا الخيول واستخدموا أسلحة‬
‫من السيوف والرماح وكانوا يثيرون الاضطرابات والقلاقل بالنسبة لمالي(‪ .)75‬كما‬
‫كانت هناك مدينة كياك ‪ Kaiak‬التي كان يحكمها أمراء وعبيد تابعين لمنسا موسى‪،‬‬
‫وخرج أهلها عن طاعة ذلك المنسا‪ ،‬وتحدى ملوكها الذين عرفوا “ بأولاد جاور “‬
‫سلطة منسا موسى‪ ،‬وقويت سلطتهم واتسع نفوذها‪ ،‬نتيجة قوة جيشها‪ ،‬فاستطاعوا‬
‫التغلب على من جاورهم في بعض المواجهات الحربية‪ ،‬وكانوا يخرجون للقتال فيما‬
‫يزيد عن ألفين من الفرسان‪ ،‬وهو الأمر الذي جعل منسا موسى يتجه لمحاربتهم إلا‬

                                                      ‫أنهم استعصوا عليه(‪.)76‬‬

‫أي ًضا خرجت أرض ميم ‪ Mema‬عن سيطرة مالي‪ ،‬حيث كان أهل ميم في ملك‬
‫عظيم وقوة قاهرة‪ ،‬وكان في هذه المملكة اثني عشر مل ًكا على رأسهم ملك يدعى‬
‫ِمي َم فُ ُن ‪ ،Mema Funu‬وقد جرأهم قوتهم على تحدي سلطان مالي بعد وفاة منسا‬
‫موسى عام ‪737‬هـ‪1337/‬م؛ ولذلك فعندما استعادت صنغي استقلالها وتحررت‬
‫من سيطرة مالي‪ ،‬استطاع فيما بعد أحد ملوك صنغي من أسرة آل سني‪ ،‬وهو سنى‬
‫سليمان دام ‪ ،Sunni Sylaiman Dama‬أن يتغلب على أهل ميم ويفسد ملكهم حتى‬

                               ‫لا يعطيهم فرصة للخروج عن طاعة صنغي(‪.)77‬‬

‫وخرجت مدينة تنبكت بقيادة حاكمها « عمر محمد نض» ‪Umar Mohammed‬‬
‫‪ Nad‬على حكم صنغي في عهد سني علي‪ ،‬فقد ثار حاكم هذه المدينة‪ ،‬رافضاً السيادة‬
‫الصنغية على مدينة تنبكت‪ ،‬الأمر الذي دفع سني علي لشن هجوم على حاكم‬

                                  ‫‪- 41 -‬‬
   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23