Page 101 - 2015-37
P. 101
هي مجاات اازدهار التي شهدتها الحياة العلمية ؟ من خال اإشارة إلى بعض
هـــذه المراكز القروية وأه ّم العلما ِء الذين برزوا في الفترة الزمنية لهذه الدراس ِة ،
ونماذ َج من مؤلفاتهم .
وحيث أن الفترة الزمنية المستهدف دراستها ،قد شهدت سيطرة السعديين
على المنطقة بعد نجاح الحملة العسكرية التي أرسلها المنصور السعدي في إسقاط
مملكة صنغي ،وهذا اأمر في حد ذاتـــه مثار خـــاف بين العديد من المصادر
والمراجــــع التاريخــية – ال ُمشار إليها ،وغيرها(.)4
وهنا ليس مجااً لإسهاب في الحديث عن امتداد ال ُحكم المغربي على باد
السودان الغربي( ،)5غير أنه من المهم اإشارة إلى أن تلك المنطقة صارت ُمرتبطة
ارتباطــاً مباشــراً بالدولــة السعدية( ،)6التي كان ساطينها يرسلون من ينوب عنها
ل ُحكم تلك اأصقاع .وقد تعاقب الباشاوات المغاربة السعديون في حكم المنطقــة حتى
نهاية اأسرة السعدية حوالي أوائل النصف الثاني من القرن الحادي عشر للهجرة /
السابع عشر للمياد ،ولم تنقطع ال ُخطبة باسم الساطين السعديين على منابر مساجد
صنغي إا في عام 1070هــ 1660 /م بحسب رواية صاحب تذكرة النسيان(.)7
ومعلوم أن اأسرة السعدية قد شهدت في أواخر أيامها صراعاً ُمحتدماً بين أبناء
وأحفاد السلطان أحمد المنصور السعدي( ،)8مما أ ّثـر سلباً على اأوضاع السياسية
واإدارية في السودان الغربي ،مما أتاح الفرصة لظهور طبقة الرماة أو اأرما()9
والمفرد رام وهذا اللفظ ُمشتق من الكلمة العربية (رامي) من جنود ال ُمشاة المسلحين
بالبنادق ،أي ال ُرماة ،وهم حملة الساح ،وقد ُسموا بذلك لدقة تصويبهم للهـدف،
وهم هجين جديد نتج عن زواج جنود الحملة المغربية وإدارييها من نساء الطبقة
اأُرستقــراطية المحلية في باد السودان الغربي ،وقد لعب هؤاء المول َدون دوراً
هاماً في تاريخ المنطقة م تصدع ُحكم اأسرة السعدية ،وحتى إحتال الفرنسيين لها
أواخر القرن الثالث عشر الهجري /التاسع عشر الميادي( .)10وجدير بالذكر أن
المورسكيين الوافدين من اأندلس على المغرب اأقصى ،قد أطلق عليهم – أيضاً
– ال ُرماة بعد إقامتهم في المغرب (.)11
- 96 -