Page 106 - 2015-37
P. 106

‫والجوامع والزوايا(‪ )27‬في الحواضر ابتدع بتلك الربوع نظام الدراسة الذي عرف‬
‫باسم المحاضر(‪ )28‬والمفرد محضرة‪ ،‬ومعناها الجامعات البدوية المتنقلة‪ ،‬والتي‬
‫هي مدارس علم‪ ،‬ورباط جهاد‪ ،‬ومنارة إشعاع‪ ،‬كما كانت وعاء للتواصل الثقافي‬

                     ‫والفكري والعلمي والديني على مدى قرون في تلك البقاع ‪.‬‬
‫وصار يفد على هذه المحاضر جموع الطاب من مناطق نائية نسبياً ‪ ,‬ولهذا‬
‫صاروا يعرفون باسم (تاميذ الغربة )‪ ،‬وهم يحلون ويظعنون مع الحي البدوي الذي‬

                         ‫يوجد فيه شيخ محضرتهم دون أن تتعطل دراستهم(‪.)29‬‬
‫فما هي العوامل التي أدت إلى نشأة ذلك النمط الجديد من التعليم ؟ وما مدى‬

                            ‫تأثيرها على أأوضاع العلمية في السودان الغربي ؟‬
‫مازالت مؤسسة المحضرة تثير اهتمام الباحثين والدارسين ‪ ،‬غيــر أن دراسة‬
‫الباحث الموريتاني الخليل النحوي ‪ :‬باد شنقيط ‪ :‬المنارة والرباط ‪ ،‬تأتي في مقدمة‬
‫اإسهامات العلمية التي ساهمت في إلقاء الضوء حول هذا الموضوع الهام ‪ .‬ولقــد‬
‫استعرض الخليل النحوي شهادات الباحثين التي أجمعت على اإشادة بهذه المؤسسة‬

        ‫العلمية الفريدة من نوعها في العالم اإسامي إن لم يكن في العالم قاطبة ‪.‬‬
‫وقد ر ّجح الخليـل النحوي أن قيام المحاضر يرجع إلى عدة عوامل أهمها(‪-:)30‬‬

                                              ‫‪-1‬كون اإسام دين العلم ‪.‬‬
                                           ‫‪-2‬تجارة الصحراء والمحيط ‪.‬‬

                                                  ‫‪ -3‬الهجرة إلى الباد ‪.‬‬
                                          ‫‪-4‬الحروب والنزاعات القبلية ‪.‬‬

                                                        ‫‪-5‬حياة البداوة ‪.‬‬
                                                    ‫‪-6‬الرحات الدينية ‪.‬‬

                                                        ‫‪-7‬المراسات ‪.‬‬
                                                     ‫‪-8‬ال ُطرق الصوفية‪.‬‬

                                  ‫‪- 101 -‬‬
   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111