Page 36 - 2015-37
P. 36

‫كان معظم التجار الدوليين ا يغامرون بتجارتهم خلف المدن الساحلية‪ ،‬وعوضاً‬
‫عن ذلك كانوا يبيعون حمواتهم أو يعهدون بها إلى شركاء محليين(‪ .)1‬لذلك كان‬

                    ‫للمؤسسات التجارية والخدمية أهمية قصوى في هذا المجال‪.‬‬

                                                             ‫أواً ‪ -‬الموانئ ‪:‬‬

‫احتوت الموانئ التجارية البحرية على عدة منشآت مهمة في مجال النشاط‬
‫التجاري البحري ‪ .‬حيث احتوت على المراسي كأساس أي ميناء ‪ ،‬وكان استخدام‬
‫الشواطئ المتوسطية لباد المغرب عامة والمغرب اأدنى(‪ )2‬خاصة بشكل مستمر قبل‬
‫القرن السادس الهجري‪/‬الثاني عشر الميادي ساعد علي تطوير مراسي تلك السواحل‬
‫باتخاذ الخلجان والجبال والجزر وأودية اأنهار ستاراً من الرياح‪ ،‬أو اتخاذ مرسيين‪:‬‬
‫واحد للسفن الكبار واآخر للسفن الصغار أو حفر الموانئ(‪ .)3‬وأهمية المراسي‬
‫الكبيرة في النشاط التجاري كانت الدول التي قامت بباد المغرب اأدنى تحمي‬
‫أرصفة ومراسي المدن من التعديات‪ ،‬فكان هناك تحريم من أن ُيباع منها شئ أو ُيبني‬
‫فيها بنيان فإن ذلك الموضع عين البلد وموضع إخراج الفوائد مما يخرجه التجار‬
‫ومأوي الغرباء وموضع إصاح السفن فا يكون فيها ملك أحد إا للحاكم وحده (‪.)4‬‬
‫وحوت بعض المدن مراسي اتسمت بأنها مسطحه وتقع على البحر مباشر ًة‬
‫وأغلبها كانت هادئة المياه والرسو‪ ،‬فقد ذكر اإدريسي أن مرسى مدينة قابس‬
‫اأساسي كان مرسى مسطح ا يحمي السفن الراسية من الرياح(‪ .)5‬كما كان لعنابة‬
‫مرسى صغير غير مستور من ريح الشمال(‪ .)6‬وكانت لمدينة جيجل مرسيان أحداهما‬
‫جهة الجنوب وهو مرسى وعر الدخول اليه صعب ا يدخل إا بدليل‪ ،‬وأخر جهة‬
‫الشمال و ُيسمي مرسى الشعراء فهو ساكن الحركة كالحوض حسن اإرساء به لكنه‬
‫ا يحتمل الكثير من المراكب لصغره(‪ .)7‬كما كان لصفاقس مرسي حسن راكد الماء‪،‬‬
‫حيث ارتبطت حركة السفن وإبحارها به بحركة المد والجزر(‪ .)8‬أما مرسى مدينة‬
‫طرابلس فهو أكثر المراسي تنظيماً وهدوءاً ومن أكثرها حسناً واتساعاً‪ ،‬حيث كانت‬
‫المراكب تقترب من البر وتصطف هنالك اصطفاف الجياد فى مربطها(‪ .)9‬وربما‬

                                  ‫‪- 31 -‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41