Page 40 - 2015-37
P. 40
الواقع في الشريط الساحلي بين المهدية وصفاقس .ولعل هذا المنار هو نفسه المنار
الذي تحدث عنه التيجاني عند نهاية وادي الرمل ووصفه بأنه فصوص من الحجارة
المربعة الضخمة ينسب بناؤه ابن اأغلب ،كما ذكر منار آخر منسوب أبن اأغلب
وهو منار قرطاجنة تونس الشهير( .)29أما منار مدينة صفاقس فكان منار مفرط
اارتفاع يرى من خاله حتى مائة وستين درجة من البحر .كما كان منار مدينة
قابس مناراً شاهقاً اشتهرت به المدينة حتى أن القادم من مصر يقول :
حتى أرا قابس والمنارا(.)30 ا نوم ا نوم وا فرارا
وتعددت منشآت إرشاد السفن مثل البيت الذي ذكره البكري عند حديثه عن
جزيرة قرقنة التي تواجه مدينة سفاقس ،فقد ذكر أن هناك بيت عالى يقع داخل المياه
الضحلة بين تلك الجزيرة والشاطئ مهمة من يقوم عليه أنه إذا رأوا السفن الواردة
من اإسكندرية والشام وبرقة أداروها إلى مواضع معلومة .كما كان بمدينة سوسه
خلف سورها مبنى ضخم ُيسمى (هيكل الفنطاس) وكان ُيستخدم في إرشاد السفن
خاصة القادمة من صقلية ،وكان لهذا الهيكل أربعة أدراج يصعد من كل واحد
منها إلى أعاه ،وهـو هيكل واسع بين بابه الذي يدخل منه والثاني الذي يخرج
منه مسافة طويلة( .)31وكانت الجبال في بعض اأحيان دليل للسفن القادمة لموانئ
المغرب اأدنى ،فمثاً كان جبل زغوان وهو جبل شاهق ،كان دليل يستدل به التجار
والبحارة والمسافرين القادمين إلى باد المغرب اأدنى ولذلك ُسمى «كلب الزقاق»
أنه ُيري على بعد مسيرة أيام عديدة من البحر(.)32
ووجدت منشآت إرشاد السفن في الباد اأخرى ،مثل وجود منار اإسكندرية
الشهير والذي ظل يعمل إرشاد السفن حتى فترة البحث( .)33أمـا فـي المدن اأوربية،
فقد ا ُستخدمت أبراج الكنائـس وأبراج أجراسـها لتبين للمبحرين قرب الوصول إلـى
اليابـسة ،وأحياناً كانـت تـوقد نيران فـوق تـلك اأبراج و ُتـستخدم كـمنارات(.)34
وقد ُيشيد بعض القاع لحماية الميناء التجاري من هجمات اأعداء من البحر،
مثل رباط المحرس الذي ُبنيا عند مدخل خليج قابس ،لحراسة هذا الخليج من هجمات
سفن العدو ،ويقع هذا القصر علي بعد نحو خمسين مياً من جزيرة جربة(.)35
- 35 -