Page 39 - 2015-37
P. 39
تمسه و ُتنصب منها إلي البر خشبة ُيتصرف عليها ،فالحمال يصعد بحمله إليها وا يحتاج
لزوارق في وسقها وا في تفريغها إا ما كان مرسياً علي البعد منها يسيراً ،فتراها
مصطفة مع البر كاصطفاف الجياد في مرابطها وذلك إفراط عمق البحر فيها(.)23
كما كانت مراسي موانئ المدن المصرية والشامية ا تختلف كثيراً عن مثيلتها
بباد المغرب اأدنى حيث جمعت كل تلك المدن سمات موحده وذلك من حيث وجود
سور يحيط بالمناطق المكشوفة من المدينة للبحر واقتصار الفتحة علي المراسي
التي ترسو فيها السفن ،كذلك وجود برجين موصان بسلسلة عظيمة من الوسط
تمنع عند اعتراضها الداخل والخارج ،فا مجال للمراكب إا عند إزالتها .وعلي
ذلك الباب ُحراس وأمناء ،ا يدخل الداخل وا يخرج الخارج إا علي أعينهم(.)24
كما كانت موانئ البحر اأحمر تتميز بااتساع والضخامة وانتظام العمل فيها طوال
العام مثل مرسى مدينة جدة ،والذي يعد اأول في باد الحجاز وكان يحتوي على
سفن كثيرة كبار وصغار(.)25
كما احتوت تلك الموانئ على منشآت أخرى مثل (دار الصناعة) وكانت في
مدينة تونس دار لصناعة السفن كانت مغطاة تحيط بها سياج ،حيث كانت ُتستعمل
كمصنع للسفن البحرية وكملجأ «لسفن وزوارق الحاكم( .)26كما كانت بمدينة المهدية
دار صنعة عجيبة ،يخرج المركب معموراً منها من خلف سور( .)27ويشير البكري
إلى مساحة وشكل دار الصناعة في المهدية حيث كانت تتسع أكثر من مائتي
مركب وفيها قبوان كبيران طويان لحماية المراكب والصناع أثناء اإنشاء من
الشمس والمطر .كما كان بمدينة سوسة أيضاً دار لصناعة السفن .كما كانت مدينة
طرابلس تحتوي على دار لصناعة اأساطيل .كذلك كان يوجد بمدينة مرسى الخرز
دار صناعة إنشاء السفن والمراكب المختلفة اأنواع(.)28
أما منشأة المنار فكانت تختص بإرشاد السفن عند دخولها تلك الموانئ ،مثل
منار مدينة سوسة والذي أُطلق عليه اسم (خلف الفتي) ،كما ُوجد في فترة البحث
منار أغلبي اسمه برج خديجة في الميناء الصغير الذي ُيسمي رأس قبودية أورصفة
- 34 -