Page 38 - 2015-37
P. 38

‫علي مرسي رادس هذا ثم ُتنقل البضائع منها وإليها عن طريق قوارب صغيرة‪ ،‬حيث‬
‫يتم تفريغها في موضع اسمه «وقور»‪ ،‬ثم ُتنقل البضائع الي الميناء بالزوارق‪ .‬وكانت‬
‫تتحكم في دخول الميناء سلسلة ممدودة بين سور مبني بالحجارة في الناحية الشمالية‬
‫وبين خزان مبني بالحجارة في الضفة الجنوبية يقال له قصر السلسلة‪ .‬وقد أشار‬

    ‫البكري إلى وجود قصر متهدم في جزيرة شكلة (شكلي في الوقت الحاضر)(‪.)18‬‬

‫وهناك مراسي كانت وظيفتها تقديم الدعم والميرة للسفن‪ ،‬مثل مرسى مدينة اقليبيا‬
‫الواقعة بأقصى جزيرة شريك قبيل مدينة تونس‪ ،‬فقد كانت وظيفة هذا المرسى تقديم‬
‫الميرة للسفن(‪ .)19‬وهنا يجب ان نذكر أن المغرب كان متفوقا خال عصر الموحدين‬
‫على اإمارات اأوروبية فيما يتعلق بالتعامل مع السفن والمراكب الغارقة بعرض‬
‫سواحله‪ .‬فقد فرضت السلطة الموحدية على رعاياها تقديم المساعدات الضرورية‬
‫للمراكب التي تعاني من صعوبات داخل البحر‪ ،‬أو مثياتها التي يرمي بها البحر على‬
‫الشواطئ‪ ،‬كما فرضت عليهم احترام الركاب الناجين ومساعدتهم وحماية بضائعهم‪.‬‬
‫إن هذه اإجراءات تعد سبقا حضاريا ومساهمة بارزة في إرساء دعائم قانون بحري‬

            ‫جنيني لم يطبق بأوروبا إا في مرحلة متأخرة من العصر الحديث(‪.)20‬‬

‫وناحظ أن مراسي المدن الرئيسية بالمغرب اأدنى والتي سبق ان عرضناها‬
‫في بداية الفصل‪ ،‬كان يوجد فيما بين بعضها مراسي صغيرة فرعية كانت تدخل في‬
‫نطاق النشاط التجاري البحري ايضاً‪ ،‬ومن ذلك أنه كان بين مرسيي مدينة طبرقة‬
‫ومدينة قرطاجنة توجد مراسي فرعية صغيرة مثل مرسى ابن خليفة ومرسى الروم‬
‫ومرسى رأس الجبل وهو مشتى مأمون كذلك مرسى الثنية(‪ .)21‬كذلك كان بين‬
‫مرسى مدينتي تونس وسوسة وجد عدد من المراسي الصغيرة الفرعية هي مرسى‬
‫رباط الحمة ومرسى جون النخلة ثم مرسى جون الماّحة ثم مرسى مدينة اقليبية‬
‫كذلك مرسى المدبون وهو بحر صعب كثيراً ما تنعطف فيه السفن‪ ،‬كذلك مرسى‬

                             ‫مدينة ريهان ثم مرسى قصر ابن عمر ااغلبي(‪.)22‬‬

‫ومن المراسي اأجنبية التي رحل اليها المغاربة مرسى مدينة مسينة بجزيرة صقلية‬
‫وهو من أعجب مراسي الباد البحرية‪ ،‬أن المراكب الكبار تدنو فيه من البر حتي تكاد‬

                                  ‫‪- 33 -‬‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43