Page 429 - 2015-37
P. 429
خاتمة
تناولت هذه الورقة البحثية موضوع حركات اإسام السياسي في دول أفريقيا
جنوب الصحراء وتأثيراتها المختلفة ،وتركز البحث على نماذج من الحركات التي تلجأ
للعنف باسم الدين لتحقيق أهدافها ،وقد تبين من خال البحث أن بعض الدول قد شهدت
ظهور مثل هذه الحركات ،وهي حركات لم تعهدها هذه الدول التي اعتاد سكانها التعايش
بسام فيما بينهم رغم تعدد الديانات واأقليات وااثنيات ،واحظنا أن هذه الحركات
كانت صدى أو امتداد لحركات اإسام السياسي وخاصة الجهادية الوافدة من الخارج
مثل القاعدة وفرعها في المغرب العربي ،كما أن معظم هذه الحركات تتبع أساليب عنيفة
مسلحة ،وقد طالت عملياتها بعض الدول اإسامية وغير اإسامية اأفريقية جنوب
الصحراء ،بما فيها دول يشكل المسلمون فيها أقلية ،كما أحدثت هذه الحركات تأثيرات
سياسية واقتصادية واجتماعية مختلفة ،تتعلق بإحداث هزات في ااستقرار السياسي
واأمني وااقتصادي وااجتماعي لبعض الدول وخاصة الهشة أو الفاشلة منها مثل
الصومال ومالي وأفريقيا الوسطى ،بل تعداه إلى دول أخرى مثل نيجيريا وكينيا وغيرها.
من ناحية أخرى ومن ضمن النتائج التي نجمت عن ظهور حركات اإسام
السياسي العنفية في أفريقيا جنوب الصحراء بروز نفوذ وتواجد ملحوظ للوايات
المتحدة اأمريكية في إطار حربها على اإرهاب وماحقته اينما حل ،وكذلك تعزيز
الوجود والتدخل الفرنسي المباشر في المستعمرات الفرنسية السابقة كما حدث في
مالي وأفريقيا الوسطى ،وإن كان لهذا الوجود والتدخل الخارجي إيجابياته من ناحية
عدم مقدرة معظم الدول اأفريقية المعنية على مواجهة تحديات الحركات اإسامية
المتطرفة لوحدها وحصولها على بعض الدعم والمساعدة ااقتصادية إلى جانب
الدعم العسكري إا أن ذلك يمس بسيادة هذه الدول واستقال قرارها.
من خال ما سبق تأكد لدينا صدق فرضيتي الدراسة ،اأولى والخاصة بتأثير العامل
الخارجي في الغالب في التأسيس لحركات اإسام السياسي العنفية وبروزها في دول أفريقيا
جنوب الصحراء ،إذ أن معظم الحركات هي امتداد لدعوات وحركات وافدة لم يألفها المسلمون
في أفريقيا جنوب الصحراء ،والثانية والخاصة بالتأثير السلبي لهذه الحركات في الدول المعنية
وخاصة الهشة منها ،وقد برز هذا التأثير في النواحي السياسية وااقتصادية وااجتماعية.
- 424 -