Page 425 - 2015-37
P. 425
وبغض النظر عن دوافع هذا التدخل -الذي جاء في معظمه للقضاء على الحركات
المتطرفة والحد من انتشارها – فإنه يؤدي لفقدان سيادة الدولة على إقليمها.
من ناحية أخرى تبدو الوايات المتحدة شديدة ااهتمام بالشأن اأفريقي ،وقد
شكلت لهذا الغرض قيادة خاصة (أفريكوم ) Africomعام 2003للتعامل مع
تطورات الوضع اأفريقي عند اللزوم ،فللوايات المتحدة مصالح مهمة في
أفريقيا ،فهي تحصل على ربع وارداتها من النفط من نيجيريا( ،)63ولقد قامت
عقب أحداث 11سبتمبر وتصاعد عمليات القاعدة في بعض الدول اأفريقية
خاصة في منطقة القرن اأفريقي وشرق أفريقيا عموماً بإنشاء قاعدة عسكرية
لها في جيبوتي تضم نخبة من قوة التدخل اأمريكية( ،)64كما خصصت في عام
2005مبلغ سنوي بقيمة 120مليون دوار كمساعدات لعشر دول أفريقية
لمحاربة تنظيم القاعدة في المغرب العربي (.)65
في جمهورية أفريقيا الوسطى التي شهدت ظهور حركة سيليكا اإسامية
المسلحة وإطاحتها بالرئيس فرانسوا بوزيزي Francois Bozizeفي عام
2013حصل على اثره تدخل خارجي من ااتحاد اأفريقي ومن فرنسا التي
تتمتع بنفوذ تاريخي في هذه الجمهورية وفي الدول المجاورة ،ويتهم المسلمون
قوات حفظ السام اأفريقية والقوات الفرنسية بأنها فيما نجحت في تجريد
المسلمين من ساحهم فإنها لم تفعل اأمر ذاته مع الميليشيا المسيحية( ،)66وفي
المجمل فإن ما قامت به حركة سيليكا أدى إلى جلب نتائج كارثية في هذه
الدولة الهشة على ااستقرار السياسي واأمني والتماسك ااجتماعي وعلى
المسلمين أنفسهم في هذه الدولة ،فقد اتهمت منظمة العفو الدولية Amnesty
Internationalقوات حفظ السام في أفريقيا الوسطى بالتقصير في حماية
المدنيين المسلمين مما يتعرضون له من إبادة ،وحذرت منظمة هيومن رايتس
ووتش Human Rights Watchعلى لسان أحد مسئوليها من أن استمرار
الحرب على المسلمين سوف ينهي وجودهم في جمهورية أفريقيا الوسطى(.)67
كما تحدثت بعض المصادر عن تدخات من أطراف دولية من الدرجة الثانية
- 420 -