Page 7 - 2015-37
P. 7
نشأ ابن تومرت في أسرة اشتهرت بالورع والصاح( ،)9واشتهر أبوه بالشيخ
على وجه التعظيم ،ولقب أيضاً أمغار أي السيد أو الزعيم ،وهذا اللقب كان يطلق
على رئيس القرية أو القبيلة في جنوب المغرب اأقصى(.)10
بدأ ابن تومرت حياته الدراسية في مسقط رأسه ،فحفظ القرآن الكريم وتعلم
الكتابة ،وكان محباً للعلم ،إذ كان يسبق أقرانه إلى المسجد إيقاد الضوء( .)11بعد
دراسة ابن تومرت قي قريته ،خرج في رحلة علمية في عام 500هـ1106/م كما
تجمع معظم المصادر( ،)12أنه كان يعلم أن ااكتفاء بما د ّرسه في المغرب لن يجعل
منه عالماً ذا شأن ،لهذا قرر أن يسافر إلى المشرق الذي كان محط آمال الراغبين
في ااستزادة من العلم .كما كان يرأى أن هذه الرحلة كانت ُتعد عنصراً مهماً في
تكوين شخصيته العلمية باإضافة إلى اكتساب الهيبة وااحترام(.)13
لذلك ا يمكن قبول رواية ابن القطان التي أشارت إلى أن من أهداف الرحلة هدف
سياسي إذ يقول« :بايعه أهل التحقيق العارفين به بيعة سر»( )14أي أن أعيان قبيلته
هرغة هم الذين طلبوا منه السفر إلى المشرق من أجل استكمال التكوين الديني والثقافي،
حتي يتسنى له استخدام المعارف المكتسبة إنهاء الحكم المرابطي للمصامدة(.)15
وقد أعان التحصيل العلمي في رحلته في ظهور طموحه السياسي الذي صبغه
بصبغة دينية ،فقد استخدم ابن تومرت الدين لتحقيق هذا الطموح .ويمكن القول بأن
حلمه السياسي بإقامة ملك في المغرب قد راوده وهو بعد بالمشرق ،يتضح ذلك من
اللقاء المزعوم الذي سطره ابن صاحب الصاة ونقله عنه عدد من المؤرخين .وقد
ذكروا أن ابن تومرت حين كان ببغداد دخل مدرسة الشيخ اإمام أبي حامد الغزالي
وسلم عليه ،وسأله الغزالي عن موطنه ،وأجاب من أهل المغرب اأقصى ،وسأله
الغزالي :هل دخلت قرطبة؟ فقال له :نعم ،وقال له أيضاً هل بلغهم كتاب اأحياء؟
فقال :نعم ،وقال له ماذا قالوا فيه؟ فصمت ابن تومرت حياء ،فعزم عليه ليقولن ما
حدث ،فأخبره بإحراقه .رفع الغزالي يده للدعاء فقال :اللهم مزق ملكهم كما مزقوه
وأذهب دولتهم كما أحرقوه ،فقال له ابن تومرت على يدى إن شاء ه فقال :اللهم
أجعله على يديه فتقبل ه دعاءه(.)16
-2-