Page 9 - 2015-37
P. 9
كمصلح أخاقي وفقيه ليس إا .فلو كان كلف برسالة سياسية لسلك مسلكاً آخر،
وعلى هذا لم يكن الغزالي مسئواً عن ااتجاه السياسي ابن تومرت(.)24
التقى ابن تومرت في تلك الرحلة بأصحاب مذاهب وفرق إسامية شتى،
فقد تضمن مذهبه آراء ظاهرية وأشعرية واعتزالية وشعبية ،واستخدم هذه اآراء
وااعتقادات كمبرر موضوعي للوصول إلى غايته السياسية.
وقد جمع خليفته عبد المؤمن بن على (558 – 541هـ) أفكاره وتعاليمه
ومعتقداته في كتاب «أعز ما يطلب» ،ويظهر من خال هذا الكتاب تأثره بمختلف
المدارس وااتجاهات التي تعرف عليها دون اانسياق كلياً وراء أي منها ودون
اانزعاج من التناقضات التي بينها حول المفاهيم الدينية(.)25
د ّرس ابن تومرت في قرطبة المذهب الظاهري على أيدي أحد تاميذ ابن
حزم (456-384هـ1063-994 /م) .واستوعب هذا المذهب الذي يرفض التقليد
واإنسياق اأعمى وراء ما تحتويه كتب الفقه .ويدعو في المقابل إلى العودة إلى
النص القرآني وأحاديث رسول ه صلى ه عليه وسلم ،كمصدر للتشريع ويرفض
القياس وااستنباط العقلي(.)26
فقد ذكر ابن تومرت في رسائله للموحدين أنهم أي المرابطين عصوا ه
وظلموا ،وأنهم تركوا كتاب ه والسنة ،وأنهم مرتدين( )27وأكد على اعتقاده بالمذهب
الظاهري وقال :أن تقرير اأمور الشرعية يتم بالدراسة المباشرة لأصول القرآن
والسنة( )28بداً من المنهج المتبع آنذاك في باد المغرب ،وهو دراسة الفروع أي
ااعتماد في المسائل الفقهية حسب مذهب اإمام مالك .ويقول أيضاً :أن دراسة كتب
الفروع وفقاً أقوال مؤسس المذهب لتقرير التشريع الديني تؤدي إلى أخطاء ،والظن
ا يفيد في علم الدين ،فدعواه إلى الرجوع مباشرة إلى الكتاب والسنة واإجماع(.)29
يحتاج هذا ااتهام للمرابطين وعصرهم إلى إعادة نظر ،خاصة أن المؤرخ
عبد الواحد المراكشي ساير ابن تومرت في دعواه الباطلة على المرابطين فيقول:
«احتلت دراسة كتب الفروع مرتبة كبيرة لتطبيق اأحكام .فقد كانت أهم مرجع
فعمل بمقتضاها ونبذ سواها حتى ُنسى النظر في كتاب ه وسنة رسوله ،ولم يكن
أحد من فقهاء المرابطين يعتني بها كل ااعتناء»(.)30
-4-