Page 138 - 2016 - Vol. 40
P. 138

‫التاشيرة للدخول للدول الاوروبية في مواجهة نظيرتها الافريقية‪ ،‬وهو الامر الذي‬
‫يفسر لنا بوضوح الارتفاع في اعداد المرشحين للهجرة السرية في تجاه اوروبا‪،‬‬
‫مادامت الطريقة القانونية شبه مستحيلة في الوصول الى هذه القارة ‪ ،‬وفي ظل‬
‫القوانين المتشددة المفروضة في هذا الإطار‪ ،‬وفي ظل الازمة الإقتصادية التس‬

                                                      ‫تعرفها هده البلدان (‪. )20‬‬

‫وإذا كان المغرب يشترك مع العديد من البلدان النامية في هذه التحديات الجديدة‬
‫إلا أن هذه الوضعية الجديدة المرتبطة بالتحولات العالمية تشكل بالنسبة للدبلوماسية‬
‫المغربية تحديا أكبر‪ ،‬الشيء الذي حتم على الدولة المغربية القيام بمجموعة من‬
‫الإجراءات من أجل وضع مقاربة واضحة للحد من هذه الظاهرة‪ ،‬الشيء الذي‬
‫أدى به إلى تنظيم عدة مؤتمرات دولية حول الهجرة‪ ،‬والذي من خلالها تم تبني‬
‫خطط عمل ‪ ،‬وتتمثل في تحسين التعاون الاقتصادي‪ ،‬وتنمية التجارة والوقاية من‬
‫الصراعات في البلدان المصدرة للهجرة‪ ،‬وهي بلدان إفريقيا جنوب الصحراء‬
‫المنتمية لتجمع دول الساحل والصحراء‪ ،‬وذلك من أجل استئصال الأسباب العميقة‬
‫للهجرة السرية‪ ،‬وإحداث هياكل لتمويل بلدان إفريقيا الغربية‪ ،‬كما تركز هذه الخطط‬
‫على التعاون في مجال تمويل العودة الإرادية للمهاجرين الذين تتوقف رحلتهم‬
‫في بلدان العبور(‪ .)21‬كما اتخد المغرب مجموعة من الإجراءات والتدابير المتعلقة‬
‫بإدماج المهاجرين القادمين للمغرب وذلك من خلال تمكينهم من بطائق الاقامة‬

                        ‫الشرعية في المغرب اضافة الى تمتيعهم بجميع الحقوق‪.‬‬

‫إن ما يمكن استخلاصه من خلال ما سبق هو أن تجمع دول الساحل والصحراء‬
‫تواجهه تحديات أمنية خطيرة يمكن أن تقف حجر عثرة أمام تحقيق أهدافه‪ ،‬وبالتالي‬
‫عدم تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة‪ ،‬خصوصا وأن التنمية الاقتصادية‬
‫والاجتماعية لن تتأتى حسب خطاب الملك محمد السادس(‪« :)22‬في ظل انعدام‬
‫الاستقرار والتهديد باندلاع النزاعات المسلحة»‪ ،‬لذا فإن الاستقرار والأمن يشكلان‬

      ‫مدخلين أساسيين لبلوغ أهداف التنمية الاقتصادية وتحقيق التقدم الاجتماعي‪.‬‬
                                  ‫‪- 134 -‬‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143