Page 134 - 2016 - Vol. 40
P. 134

‫لقد كانت القضايا الامنية وعلى رأسها ما يسمى بالارهاب هي المهيمنة على‬
‫انشطة تجمع دول الساحل والصحراء مند تأسيسه ‪ ،‬والتي حظيت باهتمام دورات‬
‫التجمع حيث لعبت دوله دورا اساسيا لإحتواء هذا الخطر الا ان هذا الاخير اصبح‬

      ‫يشكل تهديدا حقيقيا للمنطقة خاصة بعد انهيار نظام معمر القدافي في ليبيا‪.‬‬
‫إن التغييرات في الاوضاع الداخلية في ليبيا ألقت وستلقي‪ ،‬بالفعل بتداعيات‬
‫على الجوار الليبي‪ ،‬خاصة أننا إزاء دولة كانت نشطة إقليميا واشتبكت سلبا وايجابا‬

                   ‫في مرحلة القدافي مع الجوار ومن ابرز التداعيات المتوقعة‪: ‬‬
‫تهديد استقرار منطقة الساحل والصحراء‪ :‬فلا شك ان تهريب الاسلحة الذي‬
‫بات تجارة رائجة في ليبيا ودول المنطقة بدأ يشكل شوكة في ظهر هذه الانظمة‪،‬‬
‫اذ ان بعض التقديرات تشير لتهريب ما يقارب ‪ 10‬الاف قطعة سلاح وقدائف آر‬

                                             ‫بي جي في مرحلة ما بعد الثورة‪.‬‬
‫تنامي الحركات الجهادية في منطقة الساحل والصحراء‪ : ‬فالثورة الليبية افرزت‬
‫ضعفا للدولة وغياب لمؤسسات الامن ‪ ،‬وتوافر السلاح ‪ ،‬وتدخلا دوليا ‪ ،‬مما يشكل‬

    ‫مفردات خصبة لتنامي الحركات الجهادية ‪ ،‬وتهريب الاسلحة والمخدرات(‪.)12‬‬
                                                        ‫‪ -2‬تهريب المخدرات‬

‫تعتبر ظاهرة تهريب و تجارة المخدرات من أشد ظواهر السلوك الإنساني‬
‫تعقيدا‪ ،‬ومن أهم التهديدات التي تواجه أمن وسلامة ومصالح الأفراد والجماعات‬

                                                  ‫والمجتمعات بشتى صورها‪.‬‬
‫ولقد أدى التقدم التكنولوجي الكبير‪ ،‬وخاصة في مجال الاتصالات والمواصلات‬
‫بين كافة مناطق العالم‪ ،‬إلى تطور الجريمة بوجه عام‪ ،‬وظهور أنماط جديدة منها‪،‬‬
‫على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية‪ ،‬فزادت معاناة دول العالم من‬
‫أنشطة تجارة المخدرات الناجمة عن الجريمة المنظمة‪ ،‬وزادت خطورة هذا النشاط‬

               ‫الإجرامي إلى درجة فاقت قدرات معظم دول الساحل والصحراء‪.‬‬

                                  ‫‪- 130 -‬‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139