Page 135 - 2016 - Vol. 40
P. 135
ولعل ما يشير إلى تفاقم الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء ،بسبب
ظاهرة تجارة المخدرات ،هو التقرير الأممي الذي صدر أخيرا ،والذي حذر من
أن عمليات تهريب المخدرات تزيد من حالة عدم الاستقرار في غرب إفريقيا،
بحيث ذكر التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة
( )UNODCبفيينا ،أن عمليات تهريب المخدرات والأرباح الباهضة التي تدرها
تساهم في تأزيم الوضع الأمني في المنطقة.
وأشار التقرير العام تحت عنوان «الجريمة المنظمة عبر الدول في غرب
إفريقيا تقييم للمخاطر» إلى أن تجارة الكوكايين Cocaîneهي الأكبر والأكثر ربحا
من الجرائم المنظمة بالمنطقة ،وأضاف التقرير إلى أنه في الوقت الذي انخفض
فيه حجم عمليات تهريب الكوكايين عبر منطقة غرب إفريقيا سنة 2010إلى أقل
من النصف ليصل إلى نحو ( 18طن) في السنة مقابل ( 47طن) لسنة ،2007
إلا أن أرباح هذا النشاط لا تزال أكبر بكثير من حجم ميزانيات الأمن في عدة دول
بالمنطقة(.)13
فحسب التقرير الأممي فإن الكمية الكبيرة من الكوكايين الموجهة إلى دول
غرب إفريقيا ،تأتي من البرازيل بشكل خاص ودول أمريكا الجنوبية بشكل عام
في اتجاه أوروبا ،بحيث تنطلق المخدرات (الكوكايين )....من أمريكا الجنوبية إلى
أوروبا عبر إفريقيا الغربية ،بحيث يتم استعمال عدة وسائل لنقل مادة الكوكايين
سواء بواسطة الناقلات الجوية أو المراسلات ،أو حاويات الشحن ،كما يتم استعمال
كذلك بعض الطرق الأخرى كالإبتلاع .
هذا من جهة أما من جهة ثانية فقد أشار تقرير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة
المخدرات والجريمة ،إلى أن هناك عدة أنوع من المخدرات منها ماهو إفريقي
الصنع يسمى الميثامفيتامين ،Méthamphétamineوالذي يتم تهريبه من غرب
إفريقيا إلى شرق آسيا ،وهو مخدر ينتج في دولة نيجيريا ،ويتم استخدام دولة بنين
كنقطة انطلاق لهؤلاء المهربين في اتجاه دول شرق آسيا(.)14
- 131 -