Page 137 - 2016 - Vol. 40
P. 137

‫لقد عرفت قضية الهجرة غير الشرعية تطورات ملحوظة خلال السنين‬
‫الأخيرة‪ ،‬خاصة بمنطقة الساحل والصحراء‪ ،‬كما أصبحت تخضع لتنظيم دقيق‬
‫تتحكم فيه شبكات متخصصة في تهريب الأشخاص وتنظيم عمليات الهجرة حيث‬
‫تعرف هذه العمليات اتجاها أحاديا انطلاقا من بلدان إفريقيا مرورا بالمغرب في‬
‫اتجاه دول الشمال في أوربا(‪ ،)17‬فلهذا الملف شقان يهم المملكة ‪ ،‬وهو ذالك المتمثل‬
‫في الموقع الجغرافي الذي يتوفر عليه المغرب ‪ ،‬والشق الثاني المتعلق بالمهاجرين‬
‫القادمين من دول الساحل والصحراء ‪ ،‬واللدين يتخدون من السواحل المغربية‬

                                                    ‫منطلقا للعبور الى اوروبا‪.‬‬

‫لم تعد الهجرة السرية في المغرب تعكس الصورة التقليدية التي كانت سائدة‬
‫في بداية التسعينيات ‪ ،‬والتي كانت تتميز بهيمنة المحاولات المعزولة ‪ ،‬التي‬
‫كان يقوم بها مواطنون مغاربة ‪ ،‬بل اصبحت تخضع لتنظيم دقيق ‪ ،‬تتحكم فيه‬
‫شبكات متخصصة في تهريب الأشخاص ‪ ،‬وتنظيم عمليات الهجرة في اطار شبكات‬
‫متداخلة ‪ ،‬تغدي اجراما عابرا للحدود يصعب التحكم فيه‪ ،‬زاد من حدته الموقع‬
‫الجغرافي للمغرب ‪ ،‬الذي جعله بوابة لأوروبا ياتي اليه المهاجرون من جميع دول‬
‫الساحل الإفريقي ‪ ،‬آملين في النفاذ الى اسبانيا ‪ ،‬ويعد تدفق المهاجرين السريين‬
‫الاجانب مشكلا حقيقيا ‪ ،‬له انعكاسات متعددة حيث لم يعد المغرب بلد عبور ولكن‬

                                                            ‫وجهة نهائية (‪.)18‬‬

‫وتعد البطالة والفقر اهم العوامل التي قد تدفع الشباب التفكير في الهجرة‬
‫السرية ‪ ،‬إذ ان الحاجة الى المال لإشباع الاحتياجات الضرورية ‪ ،‬او حتى الحاجة‬
‫لتحقيق الذات ‪ ،‬والتي قد لا تتوفر لدى الفقير‪ ،‬او العاطل ‪ ،‬قد تدفع الفرد للتفكير في‬
‫الهجرة ‪ ،‬وقد تدفعه للإنتماء للتنظيمات المتطرفة التي تقوم بإشباع حاجاته المادية‬

        ‫والمعنوية ‪ ،‬وكذالك الإحساس بعدم الإنتماء للمجتمع الذي يعيش فيه (‪.)19‬‬

‫لقد تطورت الأرقام الخاصة بظاهرة الهجرة غير الشرعية بشكل أكبر خاصة‬
‫مع سياسة غلق الحدود التي اخدت الدول الاوربية تطبقها‪ ،‬بالتزامن مع قرار تعقيد‬

                                  ‫‪- 133 -‬‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142