Page 294 - 2016 - Vol. 40
P. 294
وتعد سياسة الإعفاءات الضريبية جزءاً من محددات الاستثمار الأجنبى
المباشر ،وهى قد تساهم بفاعلية فى تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال جذب
الاستثمارات الأجنبية ،إلا أن هذه السياسة ودورها يتحدد وفق التوجيه الاقتصادى
للمشاريع والانشطة الاستثمارية بحيث يكون منح الاعفاء الضريبى للاستثمارات
التى تحتاجها الدولة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية.
ولذا تعد حوافز وضمانات الاستثمار أحد الدعائم الأساسية لتنشيط الاستثمارات
الأجنبية المباشرة وتنميتها وزيادتها وذلك على الرغم من اختلاف الدول حول مدى
إمكانية إستخدامها وبخاصة الحوافز والاعفاءات بوصفها جاذبة للاستثمار ،تعمل
على تشجيع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحقيق معدلات مرتفعة من
التنمية الاقتصادية للدولة.
وبالتالى يمكن القول أن محددات الاستثمار الأجنبى المباشر لها تأثير على
كافة فروع الاقتصاد وعلى زيادة تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة ،وهو
ما يفسر صعوبة فصل السياسة الضريبية عن النظام الاقتصادى والسياسى حيث
يشكلان معاً التحدى الأكبر أمام تحقيق التنمية الاقتصادية بمعدلات مرتفعة.
ومن هنا تظهر أهمية دراسة محددات الاستثمار الأجنبى المباشر كأحد السبل
التى يمكن من خلالها زيادة جذب الاستثمار الأجنبى المباشر فى الدولة المضيفة
وخلق مناخ جاذب لمزيد من الاستثمار الأجنبى المباشر.
وقد تمثل هدف هذا البحث فى التعرف على محددات الاستثمار الأجنبى المباشر
والتى تنقسم إلى محددات اقتصادية وقانونية ,تتمثل المحددات الاقتصادية فى مدى
استقرار الاقتصاد الكلى واستقرار ووضوح السياسات المالية والنقدية ،وتتعلق
المحددات القانونية بدرجة استقرار التشريعات الحاكمة للاستثمار الأجنبى المباشر
فى نيجيريا ،ومدى ما تقدمه من حوافز وضمانات لتشجيع الاستثمار الأجنبى المباشر
والمتمثلة فى الحوافز الضريبية وغيرها من الحوافز المالية مثل المعاملة التفضيلية
كقروض أو إعفاءات جمركية ثم قياس محددات الاستثمار الأجنبى المباشر فى نيجيريا.
- 290 -