Page 5 - 2016 - Vol. 40
P. 5

‫مجلة الدراسات الأفريقية ‪ -‬عدد ‪ ( 40‬يونيو ‪18 - 1 ) 2016‬‬

   ‫الإمامة عند الخوارج بين النظرية والواقع العملي‬
      ‫الدولة المدرارية بالمغرب الأقصى نموذجا‬
           ‫‪297- 140‬هـ ‪909 – 757/‬م‬

                      ‫أ ‪.‬د ‪ /‬حسين سيد عبد الله مراد( * )‬
‫انتشر مذهب الخوارج الصفرية في بلاد المغرب الإسلامي في أواخر المائة‬
‫الأول وبداية المائة الثانية للهجرة ‪ ،‬بعد أن تقبل البربر عقائد هذا المذهب الذى يعد‬
‫من أكثر المذاهب انتشارا بين قبائلهم ‪ ،‬لأنه يقوم علي عدم حصر الخلافة في بيت‬
‫معين أو جنس معين‪ ،‬فالخلافة حق لمن تتوافر فيه الشوط وتجمع عليه الأمة(‪.)1‬‬
‫كما أن هذا المذهب كان يناسب الوضع الاجتماعي والسياسي للبربر‪ ،‬لذلك وجد‬
‫الخوارج في بلاد المغرب تربة صالحة لغرس مبادئهم وصادفوا نجاحا منقطع‬

                                                                   ‫النظير(‪.)2‬‬
‫وقد أعان علي انتشار هذا المذهب في بلاد المغرب ما كان يتسم به هذا‬
‫المذهب من الميل إلي المسالمة والتسامح مع المخالفين والاعتدال ‪ ،‬فهو لا يرى‬
‫إباحة دماء المسلمين ولا يرى أن دار المخالفين دار حرب ‪ ،‬ولا يري جواز سبئ‬
‫النساء والذرية ‪ ،‬ولا يرى قتال أحد غير معسكر الخلافة(‪ .)3‬كما أعان أيضا علي‬
‫ذلك أن البربر لم يفهموا شيئا كثيرا من أفكار مذهب الخوارج فقد كان السؤال عديم‬
‫الجدوى حول ماهية هذا المذهب ‪،‬وكل ما فهموا هو المبادئ الثورية التي نادوا بها‬

               ‫كالدعوة إلي المساواه ورفض الظلم والثورة علي الحاكم الجائر(‪)4‬‬

                          ‫( * ) أستاذ التاريخ الإسلامي ‪ -‬معهد البحوث والدراسات الأفريقية‪.‬‬

                                   ‫‪-1-‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10