Page 6 - 2016 - Vol. 40
P. 6
وقد أدى انتشار مذهب الخوارج الصفرية إلي حدوث انتفاضة البربر بقيادة
ميسرة المضغرى عام 122هـ 740 /م ( )5وضياع سلطان الخلافة فى تلك البلاد،
وظهور الدول المسفلة بقيام دول بربرية علي أساس مذهبي ،فأسس بنو مدرار دولة
لهم في المكان الذي أسست فيه مدينة سجلماسة علي أساس المذهب الصفري .
وارتكزت دولة بنى مدرار في قيامها علي العصبية القبلية لقبيلة مكناسة
من البربر البتر تلك القبيلة التي انتهزت فرصة البعد عن القيروان مركز الخلافة
في الغرب الإسلامي فأسست في واحة تافيلات في جنوب المغرب الأقصى دولة
خارجية صفرية عام 140هـ 757 /م عاصمتها مدينة سجلماسة( .)6بالإضافة
إلي العصبية القبلية ارتكزت الدولة المدرارية أيضا في قيامها علي الدعوة الدينية
لمذهب الخوارج الصفرية والدعوة الدينية تزيد قوة الدولة بأكثر ما تزيدها قوة
العصبية القبلية فالعصبية الدينية تذهب بالتنافس والتحاسد الذى فيه أهل العصبية (.)7
نظام الحكم والسياسة الداخلية في دولة بني مدرار:
يرى الخوارج أنه لابد من وجود إمام على رأس الحكومة يؤم المسلمين في الصلاة
ويقودهم في الجهاد ،وكانت للإمامة شروط لابد من توافرها في من يتولاها وهي:
) 1أن الإمامة تصلح في أمناء الناس كلهم فيمن كان قائماً منهم بالكتاب والسنة
عالماً بهما(.)8
) 2إن الإمامة لا تكون إلا بالانتخاب الحر الصحيح يقوم به عامة المسلمين وليس
فريق منهم ،ويستمر الإمام إماماً ما دام قائماً بالعدل مقيماً للشرع مبتعداً عن
الخطأ والزيغ فإن حاد وجب عزله أو قتله(.)9
)3ألا يكون للإمام عصبية تحميه ولا عشيرة تؤويه( )10حتى يسهل عزله إن حاد
عن العدل.
)4لا يشترط في الإمام القريشية مستندين على قول الرسول (ص) اسمعوا
وأطيعوا وإن أًست ُع ِمل عليكم عبداً حبشيا( .)11وقد ارتضوا الإسلام والعدل
-2-