Page 153 - African-Issue 41Arabic
P. 153

‫مخاوف المملكة العربية السعودية من التغيرات في منطقة القرن الأفريقي‬

‫تعد منطقة القرن الأفريقي ذات أهمية بالغة لدي المملكة العربية السعودية‬
‫وتشكل عمقاً إستراتيجياً لها‪ ،‬وترتبط بها علي أكثر من مستوي‪ ،‬نتيجة الجوار‬
‫الجغرافي والتدخل البشري والتفاعل التاريخي والحضاري‪ ،‬فهذه المنطقة تشكل‬
‫جزءاً مهما من الوطن الغربيين لوجود ثلاث دول فيها تنتمي للوطن الغربيين وهي‬

                                                ‫السودان وجيبوتي والصومال‪.‬‬

‫خلاصة القول بأن عروبة السودان والصومال وجيبوتي‪ ،‬والتحكم في منابع‬
‫النيل وتأمين الاحتياجات المائية لكل من مصر والسودان والصومال‪ ،‬وأمن البحر‬
‫الأحمر‪ ،‬تمثل محاور مهمة بالنسبة للمملكة العربية السعودية في هذه المنطقة نظراً‬
‫لارتباطها المباشر بالأمن القومي السعودي بوجه خاص‪ ،‬والأمن القومي الغربي‬
‫بوجه عام‪ ،‬وتأثيرها في المصالح الحيوية لبعض الأطراف العربية علي وجه‬

                                                                 ‫الخصوص‪.‬‬
‫أ – انفصال جنوب السودان ‪ :‬أصبح واقعاً انفصال جنوب السودان بعد استفتاء‬
‫‪2011‬م‪ ،‬ويعد كارثة علي المستوي الإقليمي كله‪ ،‬فما من دولة أفريقية أو عربية‬
‫إلا فيها شمال وجنوب‪ ،‬فهو يحمل في طياته من التداعيات أكثر مما هو متوقع‬
‫في الحسابات العجلة لمنطلقات محدودة آناً ومكاناً ‪ ،‬وليس من إنكار لما ينطوي‬
‫عليه من يسير إيجابيات‪ ،‬يعظمها دعاة الانفصال لحجب رؤية مخاطرة ومهدداته‬
‫وسلبياته ‪ .‬فدولة جنوب السودان خصما يقوم علي معوقات كيان السودان وعناصر‬
‫قواته‪ ،‬وبخاصة دوره الحضاري وموقعه الاستراتيجي‪ ،‬وثرواته‪ ،‬وهو مايستدعي‬
‫إعادة النظر في جميع العناصر التي تتمثل في الجغرافيا والموارد الطبيعية والسكان‬
‫ومستوي النمو الاقتصادي والصناعي ودرجة التطور التقني والقدرات العسكرية‬

                          ‫وكفاية المؤسسات السياسية والدبلوماسية والأمنية(‪.)17‬‬

‫الآثار السالبة أخذت تتداعي قبل الانفصال‪ ،‬وتلاحقت بعد إعلانه‪ ،‬في كل‬
‫الجوانب في الشمال والجنوب‪ ،‬مع جملة من القضايا العالقة التي تشكل مصادر‬

                                  ‫‪- 148 -‬‬
   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158