Page 213 - African-Issue 41Arabic
P. 213
وتطرح الادبيات الاقتصادية بصفة عامة أربعة مصادر بديلة للتمويل بالنسبة
للاقتصادات الافريقية يمكن الاعتماد عليها حتى يمكن إتقاء الجوانب السلبية لسياسة
المساعدات الخارجية ،وسوف تعرض الدراسة ملخصاً لها مع تقديم التحفظات التى
توجهها هذه الورقة البحثية لاستخدام هذه المصادر.
البديل الاول الذى تطرحه الادبيات الاقتصادية هو اتباع الحكومات الافريقية
نموذج القوى الأسيوية الصاعدة من خلال إصدار السندات ،ومن المتعارف عليه
اقتصادياً ان السند يعنى وعد من الحكومة بإعادة الدفع للمقرض بزيادة فائدة متفق عليها
وتهدف الحكومات من وراء اصدار تلك السندات للمستثمرين الاجانب المساعدة فى
تمويل برامج التنمية خاصة فى مشروعات البنية الاساسية والتعليم والرعاية الصحية.
على ان الدخول الى اسواق السندات يستلزم اولاً ان تخضع للتصنيف من
قبل مؤسسات التصنيف المعترف بها دولياً وهذا التصنيف دليل للمستثمرين عن
المخاطر الكامنة ،وقدرة الدولة على تسديد قروضها ،وعلى الدول الافريقية وفقاً
لذلك أن تدير اقتصاداتها بصورة فاعلة ،كما لا يخفى أن هذه السندات لابد من
اصدارها بأسعار فايدة مرتفعة لتعوض معدلات التضخم ،وبالتالى سوف تمثل ايضاً
عبئاً كبيراً على اقتصاديات الدول الافريقية.
ويشير البديل الثانى الى اهمية تشجيع الاستثمار الاجنبى المباشر فى البنية
الاساسية من جانب الحكومة الصينية والمستثمرين الصينيين ،فطبقاً للتقديرات فقد
أستثمرت الصين فى افريقيا نحو 900مليون دولار ،عام 2004مقابل 20مليوناً
عام ،1975فبنت الطرق فى اثيوبيا ،وانابيب النفط فى السودان وخطوط السكك
الحديدية فى نيجيريا ومحطات الكهرباء فى غانا ،وقد شهدت السنوات الخمس
الماضية ارتفاع حجم الاستثمارات الصينية فى القارة الافريقية()20
أما البديل الثالث فهو امكانية انعاش البديل الزراعى فى افريقيا ولاسيما
المحاصيل النقدية من خلال ضغط الحكومات الافريقية لتحقيق هدف تحرير التجارة
العالمية ،حيث يمكن للولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبى و اليابان أن
ترفع الدعم الممنوح لمزارعيها ،وهو ما يمكن الدول الافريقية من زيادة صادراتها
الزراعية ،ومن الجدير بالذكر فى هذا السياق أن عمليات تحرير التجارة فى الدول
- 208 -