Page 216 - African-Issue 41Arabic
P. 216
أو صناعات كبيرة بمعنى وجود ترابط أفقى بين تلك المؤسسات وبعضها
البعض بهدف خلق ارتباط رأسى بين تلك المؤسسات والصناعات الكبيرة
فى الاقتصادات القومية ،وهو ما يجعل هذه المشروعات تحقق أهدافها فى
دفع التنمية من جانب ،كما تساعد على تحسين المؤشرات الاجتماعية والحد
من التفاوت فى توزيع الدخول من ناحية أخرى.
ب ) تنويع الهياكل الإنتاجية للدول الأفريقية للتقليل من مخاطر الاعتماد بشكل
متزايد على تصدير منتج واحد أو منتجين ،ومخاطر الاعتماد على القطاعات
الأولية فى تشكيل النشاط الاقتصادى وتوليد الدخل ،وهو ما أتسمت به
التجارب التنموية فى الدول النامية؛ ففى فنزويلا تمت اقامة مشروع تنموى
صناعى شامل للعمل على إيجاد بديل استراتيجي للاعتماد على النفط( ،)24وفى
ماليزيا عملت الدولة على تنويع البيئة الصناعية وتغطيتها لمعظم فروع النشاط
الصناعي سواء أكانت صناعة استهلاكية أو وسيطة أو رأسمالية ،بالإضافة
للاهتمام بقطاع الزراعة(.)25
)2الدور المحورى للدولة فى التنمية
لقد أثبتت تجارب التنمية المختلفة الأهمية الكبيرة لدور الدولة فى النهوض
الاقتصادى لتحقيق القفزات النوعية فى التنمية الاقتصادية ،إذ كان تدخل الحكومة
فى الاقتصاد السمة الواضحة لفترة طويله فى الاقتصاد الماليزي إبان تصاعد برامج
التصنيع الطموحة وتحولها إلى دولة صناعيه متقدمة( .)26كما تشير التجربة الكورية
إلى أن هذا النجاح الذى حققته كوريا ما كان يقدر له أن يتحقق لولا الدور المحورى
الذى لعبته الدولة فى عملية التنمية الاقتصادية ،الأمر الذى دفعها لاستحداث هيئات
ومؤسسات جديدة لقيادة مسيرة التنمية كان أبرزها مجلس التخطيط الاقتصادي()27
وفى فنزويلا وضعت الدولة على عاتقها مسئولية النهوض بالاقتصاد؛ ففرضت
سيطرتها التامة على القطاع النفطي والقطاعات الاستراتيجية الأخرى (.)28
ومن ثم نجد أن أهمية دور الدولة ينبع من افتقار رأسماليات تلك الدول لمشروع
وطنى للتنمية ،وارتباط الاستثمارات الضخمة عادة بالشركات متعددة الجنسية التى
تهدف لتكريس التبعية فى مقابل مصالحها فى المنطقة.
- 211 -