Page 249 - African-Issue 41Arabic
P. 249
ارتكز السودان على عرض النقود بمعناه الواسع كهدف وسيط لسياسته النقدية
يستهدف من خلاله تحقيق أهدافه النهائية .مستندا في ذلك إلى شيوع استخدام تلك
الاستراتيجية في عدد من الدول خلال فترة زمنية محددة .فبالبحث في الدراسات السابقة
و التطبيق العملي لوحظ تبني هذه الاستراتيجية في الواقع العملي في عدد من الدول كانت
أبرزها الويات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 1982 – 1979خلال وجود فولكر
على رأس السلطة النقدية خلال تلك الفترة ،وفي ذات الفترة تقريبا تبنت مارجريت تاتشر
ببريطانيا ذات الاستراتيجية في نهاية السبعينات وحتى منتصف التسعينات وأحدثت هذه
الاستراتيجية نتائج جيدة على صعيد السيطرة على معدلات التضخم دون استقرار في
العرض والطلب على النقود( )1أيضا اعتمد تريخت محافظ البنك المركزي الأوروبي
خلال الفترة من( )2011-2003على المجاميع النقدية عند صياغة السياسة النقدية كأحد
الأدوات التي من شأنها السيطرة على المتغيرات الكلية للاقتصاد ،واعتبر أن معدل النمو
في عرض النقود يمكن أن يعتد به كمؤشر للنشاط الاقتصادي(.)2
أهمية الدراسة :
تنبع أهمية الدراسة في الدور الجوهري الذي تمثله السياسة النقدية في التأثير على
النشاط الاقتصادي ومن ضمن تلك الأدوار تحقيق الاستقرار النقدي ممثلا في النمو
المنضبط لعرض النقود ،واستقرار معدلات تضخم في حدود رقم من خانة واحدة .
أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة إلى إيضاح أثر السياسة النقدية التي انتهجتها السودان على
عرض النقود الواسع ثم أثر عرض النقود بمعناه الواسع على معدلات التضخم .مع
توضيح للعوامل المؤثرة على عرض النقود و محددات التضخم في السودان.
مشكلة الدراسة :
بالرغم من الجهود التي قامت بها سلطات النقد السودانية فيما يتعلق بالسياسات
النقدية كجزء من عملية الإصلاح الاقتصادي إلا أنها كانت متفاوتة الأثر في تحقيق
أهدافها في تحقيق الاستقرار النقدي خلال فترة الدراسة بسبب المتغيرات السياسية
الداخلية كتوقيع اتفاقية السلام مع جنوب السودان ثم انفصاله عام .2011والمتغيرات
الخارجية الممثلة في الحظر الاقتصادي والأزمة المالية العالمية .2008
- 244 -