Page 251 - African-Issue 41Arabic
P. 251
أولا :أثر السياسة النقدية على التحكم في عرض النقود خلال فترة الدراسة.
يعد الاستقرار النقدي أحد أهم أهداف السياسة النقدية الوسيطة التي تستخدم
كنقطة ارتكاز يمكن من خلالها التأثير على مؤشرات الاقتصاد الكلي .ونظرا
لتركيز بنك السودان على استهداف التحكم في القاعدة النقدية (النقود الاحتياطية()3
كهدف تشغيلي يستطيع من خلاله استهداف و السيطرة على عرض النقود
الواسع( )M2كهدف وسيط لتحقيق أهدافه الكلية فقد آثرت الدراسة أن تحلل أثر
السياسة النقدية على عرض النقود بمعناه الواسع لتحليل اتجاهه خلال فترة الدراسة،
ثم تبيان أثره على الاقتصاد الكلي و بالأخص معدلات التضخم.
وقبل البدء في دراسة عرض النقود في السودان ينبغي الإشارة إلى مكوناته
في الاقتصاد السوداني .فيشمل عرض النقود مستويين الأول عرض النقود بمعناه
الضيق ( ،)4()M1أما الثاني فهو عرض النقود بمعناه الواسع ( . )5()M2ويوضح
الجدول رقم ( )1عرض النقود في السودان.
أما العوامل التي تؤثر عليه فيوضحها الجدول رقم ( )2وهي :صافي
الأصول الأجنبية مع مراعاة إعادة تقيمها طبقا لمتوسط سعر الصرف وصافي
الأصول المحلية ممثلة في مقدار الائتمان الموجه للحكومة ،فضلا عن الائتمان
للقطاع الخاص.
وحيث أن التغير في صافي الأصول الأجنبية محكوما بالبنود المستقلة الدائنة
و المدينة في ميزان المدفوعات ،فضلا عن حتمية مطابقة صافي تلك الأرصدة
مع المسدد أو الموجود بالفعل( ،)6فإن المسبب الرئيس في عدم الاستقرار النقدي
أو (الإفراط النقدي)( )7هو الاقتراض المفرط لحكومة السودان من بنكها المركزي
بغية تمويل العجز في موازنتها العامة لعدم وجود موارد حقيقية لتلبية المصروفات
العامة كما كان الحال عليه قبل بدء الاصلاح الاقتصادي حيث كانت السياسة
النقدية نتاجا للسياسة المالية حيث أن عرض النقود كان نموه يذهب لتمويل العجز
في الموازنة العامة للدولة بمعزل عن اهداف السياسة النقدية .
ولتحليل طبيعة الاستقرار النقدي طبقا لمعامل الاستقرار النقدي الذي يستند الى
معادلة كمية النقود لأرفنج فيشر ( )Fisher,1911ثم تطويرها من قبل فيكتوريا
شيك ( .)Chick,1973للوقوف على وضع السياسة النقدية هل هو انكماشي أم
- 246 -