Page 290 - African-Issue 41Arabic
P. 290
مجلة الدراسات الأفريقية -عدد ( 41يناير 344 - 285 ) 2017
" دور الم أرة في الت ارث الشفهي المغربي "الامثال الشعبية"
"د ارسة ميدانية في الانثروبولوجيا الاجتماعية "
هند السيد أحمد عبد ربه( * )
مقدمة لكل لغة من لغات العالم أمثال شعبية تتضمن مجموعة أفكار ومعتقدات هي نتاج
سنوات وخب ارت .وتدل الأمثال على عقلية الشعب الذي تصدر عنه ،وتُصِّور حياته الاجتماعية،
وهي خير دليل على أخلاقه وطبيعة ثقافته ،ومشاغله ،وهمومه ،و ارصد لأحوال بيئته
وموجوداتها ،وترجمة لمستوى لغته ونهج تربيته ،وفيها تسجيل دقيق لجانب من تاريخه العام)1( .
تشغل الأمثال الشعبية مكانة خاصة في ت ارثنا الثقافي ،وتجد انتشا ار وذيوعا بين مختلف
طبقات المجتمع ,وتحتوي على توجيهات تربوية عديدة يمكن توظيفها في التربية وحفظ الهوية
الوطنية وهي جديرة بالد ارسة.
ورد في كتاب الأمثال الدارجة للنوري ان ”المثل كلام واضح المعنى ،موجز اللفظ ،حسن
التشبيه ،لطيف التعبير ،يحسن وقعه على السامع ،تناولته الألسنة ،فأصبح لوضوح معناه متداولا
خفيفا على اللسان ،يقصد به قائله الكناية عن شيء يفهمه الحاضرون”)2( .
لقد حظيت الأمثال الشعبية اهتمام الشعوب على مدار العصور ولعبت دو ار في تشكيل
فكر ووجدان الأف ارد والجماعات ،وحركت سلوكهم ،ووجهت أفعالهم في كثير من المواقف ولا
ازلت كذلك ذات تأثير عميق في وعي وأنشطة البشر.
تعتبر الأمثال الشعبية “إحدى الم اريا الصافية ,الصادقة ,التي تعكس الوجدان العام,
والفكر السائد في البيئة”)3( .
قال شوقي ضيف عن المثل إنه “فلسفة الحياة الأولى وله في تاريخ الفكر أهمية لا
يدركه إلا من تعمق في د ارسة نفسية الشعوب ود ارسة التطور الفكري عند البشر”)4( .
وقريب من ذلك قولهم أن الأمثال فلسفة الشعوب وأخت التاريخ البكر)5( .
( * ) باحـثة دكتــوراه بقســم الأنثربولوچيا -معهد البحوث والدراسات الأفريقية -جامعة القاهرة.
-1بوبو ,مسعود ( )2001الموسوعة العربية,ج ,3ط ,1دمشق :الجمهورية العربية السورية,ص.486
-2النوري ،عبدالله ( ,)1981الأمثال الدارجة في الكويت .الكويت ,منشو ارت دار السلاسل,ص.5
-3العلي ,فاطمة يوسف (1999م) الم أرة المجتمع من خلال المأثو ارت الشعبية الكويتية ,مؤتمر مائة عام على
-4أبوصوفه ،محمد ( )1982الأمثال العربية ومصادرها في الت ارث .ط ،1الأردن :مكتبة الأقصى,ص. 11-10
-5م ارد ،ميشال ( )1998معجم الأمثال العالمية ,بيروت :منشو ارت دار الم ارد ص.5
- 285 -