Page 292 - African-Issue 41Arabic
P. 292
باعتبارها " الكائن الناطق" الأكثر خضوعا للعادات والتقاليد والأع ارف ,وبصفة عامة " للموروث
الثقافي" .
" إن النساء هن اللواتي يستعملن الأمثال أكثر من غيرهن" وكذلك هن اللاتي ينقلن إلى
أبنائهن إناثا وذكو ار بوصفهن فاعلا أساسيا في تنشئتهن".
وبذلك تصبح الم أرة بسبب استخدامها الامثال الشعبية بشكل مستمر في الحياة اليومية
ونقلها لابنائها عبر تنشئتهم الاجتماعية عدوا لذاتها وشرطا أساسيا لإعادة إنتاج دونيتها
بالنسبة للرجل".
إن ما يجعل الهيمنة الذكورية ارسخة في الم أرة لاشعوريا لدرجة أنها لم تعد تدركها أو
تضعها موضع تساؤل هو أنها تأسست على مثل هذا النوع من العنف الرمزي الذي ُيمارسه
الرجال على النساء والذي يتم تشغيله ،وكأنه عنف طبيعي.حيث "تجد النساء أنفسهن تحكين
وضعيتهن استنادا إلى معايير الايديولوجيا الذكوريةُ ،محرضات على انتقاصهن الذاتي
اللاشعوري التي تحمل وجهة نظر الرجال في تقييم تصرفاتهن وطبيعتهن ومركزهن داخل
المجتمع.
إذا سلمنا أولا بأن الأمثال الشعبية لا ت ازل متداولة ،ولا ت ازل ترسم تبرز ادوار للم أرة ،من
خلال التركيز على ما تتميز به من خصال ُخلقية و ِّخلقية(جمالية) ،ومن خلال ما تتميز به على
مستوى وضعيتها (الاجتماعية والثقافية )....وأدوارها وأنشطتها خارج البيت وداخله ومجالات
تحركها .
وسلمنا ثانيا بأن تغيير الواقع لا يستقيم بدون فهمه و الوعي به أولا ،هنا ندرك أهمية
وضرورة مثل هذا العمل الذي يحاول رصد دور الم أرة في الأمثال الشعبية،
و ما سأحاول مقاربته من خلال هذة الد ارسة التي تبحث عن دور الم أرة في الأمثال
الشعبية.والتي تعتمد علي منهجية تحليل المضمون ،وي ارهن على استنطاق ما تقوله هذه الأمثال
بخصوص الم أرة ،و ما تصمت عنه أيضا.
وتجدر الإشارة إلى أن ما أنتج عن الم أرة في مجال الأمثال الشعبية يشكل رصيدا هائلا
لا يمكن حصره .وقد سعي ُت جاهدة إلى توسيع وتنويع متن الأمثال التي اعتمد ُت عليها في هذة
الد ارسة.
ومن مصادر المثل الشعبي ما تفرزها حكاية أو نكتة شعبية وقد يستعمل المثل بين الناس ولا
يعرف قائله ومنها ما اقتبس عن الفصحى بنصه أو شيء من التغيير الطفيف على لغتها واستمد
من كتب الت ارث الأدبي أو من الأغاني الشعبية وكذلك ما هو عصارة تجارب وممارسات عديدة
كانت تلجأ إليها بعض الشعوب،وهذا ما يدخل ضمن إطار ما يسمى بالطب الشعبي أو التقليدي
وهناك أمثال تحمل بصمات ومعتقدات قديمة جدا ،مما يشير إلى قدم هذا الت ارث الذي وصلنا
- 287 -