Page 321 - African-Issue 41Arabic
P. 321

‫السطحية والجوفية منها‪ ،‬ويُضرب المثل أن على المرء أن لا يتسرع في إصدار الأحكام على أن‬
‫الموسم الز ارعي سوف يكون جيدا بمجرد تساقط بعض القط ارت من المطر مع بداية الموسم‬
‫الفلاحي‪ ،‬بل عليه أن ينتظر حتى يضع الحبوب الكاملة النضج في الكسكاس (آنية لتهيأة‬
‫الكسكس)‪ ،‬وهو مثل ُيضرب أيضا لمن يتسرع في إصدار الأحكام دون تروي وبحث ود ارية في‬

                                                               ‫أي ميدان من ميادين الحياة‪.‬‬
‫( َما ْي ا ْج َم ْع ك ْل ِشي َارِني َجا ْي) مثل ز ارعي آخر مشهور‪ ،‬ويضرب لحلول موسم بداية الحصاد الذي‬

         ‫يصادف دخول شهر مايو و(الاَّيا ْم وْقلاَ ْل َماِلي و َصاْر َوا َحْد َيْد ِعيِني َوالآخْر َي ْش َهْد ِفّيا)‬
   ‫‪-1‬الدنيا بالمال ولا شيء غير المال‪ ،‬ويمكن ش ارء أي شيء بالمال حتى الأنساب والصداقات‬

      ‫لكن عندما ُيدبر المال ويولي وجهه ُيدبر معه الجميع ويولون وجوههم أيضا‪ ،‬وفي ذلك قال‬
    ‫عبدالرحمان المجذوب (ضربت كفي لكفي وخمنت في الأرض ساعة‪ ،‬لقيت قلة الشي ترشي‬

                                           ‫وتنوض من الجماعة)‪.‬كما اشارت اليها د ارسة(‪.)1‬‬

‫‪-3‬دور الم أرة في نظم الضبط الاجتماعي ( النظام السياسي – الاحكام العرفية‬
           ‫والمعتقدات الدينية والسحرية ) من واقع الامثال الشعبية المغربية‪:‬‬

‫(َلْفِقي ْه ِإيُّدو َفالُّدَواَية وِعينو َ َّماَزة(من فقهاء هذا الزمان من اتخذوا كتابة التمائم من أجل‬
‫الشعوذة والسحر مهنة لهم‪ ،‬وغالبا ما تكون زبائنهم من النساء‪ ،‬فهؤلاء عند الشروع في كتابة‬
‫تعويذاتهم وطلاسمهم تكون عين تكتب وعين تغمز النساء‪ ،‬وهم من قال فيهم الشاعر الفيلسوف‬
‫أبو العلاء المعري‪ :‬كم اد َعى الطهر ناس تم كشفهم علي مر الزمان فكان القوم أرجدداسا (الْل َسا ْن‬
‫ْع َس ْل واْلَقْل ْب ْك َح ْل( من الناس من يعجبك كلامه وهو ألد الخصوم‪ ،‬يعطيك من طرف اللسان‬
‫حلاوة ويروف عنك كما يروف الثعلب‪ ،‬ولا خير في ود أمثال هؤلاء الذين حين تتطلع إلى دواخلهم‬

        ‫‪ -1‬ادريس دادون ‪,2007 ,‬الامثال الشعبية المغربية ‪,‬منشو ارت مكتبة السلام الجديدة ‪ ,‬ط‪ ,2‬الدار البيضاء ص‪.70 :‬‬

                                   ‫‪- 316 -‬‬
   316   317   318   319   320   321   322   323   324   325   326