Page 37 - African-Issue 41Arabic
P. 37

‫أولا – المجالات الطبية لعمل المرأة ‪:‬‬
‫مارست المرأة في المغرب الإسلامي وظائف طبية مختلفة وأتقنتها‪ ،‬وتتجسد‬
‫هذه الوظائف في الطب بنوعيه العلمي والتقليدي‪ ،‬وكذا في فن التمريض و الولادة‪،‬‬

                                       ‫وهذا ما سوف نتعرض إليه مبتدئين بــ‪:‬‬
‫‪ - 1‬الـــــمرأة والتمريض ‪ :‬كانت المرأة وماتزال لا تتوانى عن المساهمة في خدمة‬

   ‫المجتمع‪ ،‬فقد برزت في التمريض والإسعاف الصحي في السلم والحرب‪.‬‬
‫والظاهر أن بعض النسوة مارسن صناعة التمريض منذ القدم وقد أشارت‬
‫الباحثة نوظار الأندلسي نقلا عن الطبيب صورانس إلى دور الممرضات‪ ،‬وأهم‬

            ‫الخصائص الأخلاقية التي يجب أن يتحلين بها في العصر القديم (‪. )1‬‬
‫وتتحـدث المصادر كذلك عـن بعض النسـاء اللـواتـي مـارسن هــذه المهنــة‬
‫فـي صدر الإسـلام ‪ ،‬وقمـن بــدور بارز في مداواة المرضى وتضميد الجراح‪،‬‬
‫وجبر العظام‪ ،‬ووقف النزيف أثناء غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬وكن‬
‫يعرفن بالآسيات (‪ .)2‬ومـن أشهــرهــن ربيعـة بنـت معــوذ بــن عفران ‪ ،‬فقد كانت‬
‫تغزوا مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وتعيين الجرحى وتحمل القتلى إلى‬
‫المدينة المنورة (‪،)3‬ورفيدة بنت سعد الأسلمية‪،‬صاحبة أول خيمة طبية متنقلة في‬
‫صدر الإسلام(‪ .)4‬ولبلى الغفارية التي كانت تخرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم‬
‫في مغازيه وتداوي الجرحى وتخبر عن ذلك بقولها « كنت أغزو مع النبي فأداوي‬
‫وأقوم على المرضى»(‪ )5‬واستمرت المرأة في أدائها لهذه الوظيفة النبيلة عبر‬
‫العصور‪،‬ونحن لا نشك في وجود ممرضات كن يصهرن على إسعاف المرضى‬
‫بالبيمارستانات المنتشرة في المغرب الإسلامي‪ ،‬فلا يعقل أنها كانت خالية من‬
‫ممرضات يسهرهن على راحة المريضات وخاصة أننا نعلم أن المنصور الموحدى‬
‫(‪ 580‬ه‪1184 /‬م) أنشــأ بيمــارستـان يحــوي على قسمين قسم للرجال وقسم‬

                                                                  ‫للنساء (‪، )6‬‬

                                  ‫‪- 32 -‬‬
   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42