Page 40 - African-Issue 41Arabic
P. 40
القدم ،وحتى يومنا هذا ،وكانت المرأة التي تمارس تلك المهنة تسمى «القابلة»()15
وكان أول اتصال للعرب والمسلمين بالطب النسوي اليوناني عن طريق بولس
الأجيني أو كما سموه (القوابلي) الذي عاصر بدايات ظهور الإسلام ،وكان ذا علم
واسع بالجراحة النسوية والولادة ،وكتابة المسمى (الثريا) كان من بين الكتب التي
ترجمت في بيت الحكمة في بغداد – وهو عبارة عن موسوعة ضخمة في الجراحة
العامة وفي جراحة الأمراض النسائية معا – وهو واحد من أكثر الكتب البيزنطيين
المتأخرين تداولا بين تلامذة الطب العرب وممارسيه (. )16
وتواصل حرص الأطباء القدماء على صحة المرأة عموما وعلى الحامل
خصوصا ،لما لهذه المهنة من حرمة يحاسب ممارسوها إن استهانوا بها لأنها تتعلق
بحياة الإنسان ،وقد أشارت الباحثة نوظار الأندلسي نقلا عن الطبيب صورانس إلى
الخصائص الأخلاقية التي يجب أن تتحلى بها القابلة ومنها أن تتصف قبل كل شيء
بضمير حي ،وأن تكون ناعمة عند لمسها لجسد المرأة ،وأصابعها نظيفة ومقلمة،
وذلك عندما تستدعى الضرورة للتعرف على وضعية الحامل ،وفحص الجنين أو
للتحقق من وقت الوضع ،ومن واجبها أيضا تفادي المعاملة السيئة للحوامل (. )17
والظاهر أن أطباء العرب والمسلمون ،اهتموا هم أيضا بالطب النسوي ،
ولعل أول ما ظهر من الكتب الطبية في هذا المجال هو كتاب «الحاوي في الطب
« للرازي ( 311، 251ه923، 865 /م) حيث خصص صاحبه جزء للأمراض
النسائية والتوليد (. )18كما خصص الزهراوي المتوفى بعد ( 400هـ1009/م)
أيضا جز ًء من كتابه للموضوع نفسه .واشتملت أبحاثهما على عدة مواضيع تخص
أمراض النساء عموما والحمل والولادة خصوصا (.)19
ومما يدل على اهتمامهم أيضا بهذا المجال ما ذكره الزهراوي عن تعليم
القوابل كيفية استخراج الأجنة إذا خرجت على شكلها الطبيعي ،حيث ذكر أنه يجب
على القابلة أن تعرف علامات الولادة الطبيعية كما نجده يصف للقابلة طريقة العمل
في الولادة الطبيعية وغير الطبيعية (. )20
- 35 -