Page 41 - African-Issue 41Arabic
P. 41

‫ويبدو أن القابلات فهمن النصائح وطبقنها‪ ،‬فقد قمن بإجراء عمليات عظيمة‬
‫الشأن في هذا المجال‪ ،‬منها تصحيح وضعية الجنين في الرحم ‪،‬وتقليبه تمهيدا‬
‫للولادة بطريقة صحيحة ‪،‬ومنها تقطيع جثة الجنين إربا إربا عندما يموت في بطن‬
‫أمه‪ ،‬أو عندما تكون الولادة مستعصية‪ ،‬نتيجة ضيق حوض الأم ‪،‬أو غيرها من‬

                                          ‫العوامل المعرقلة لعملية الولادة (‪. )21‬‬
‫والظاهر أن المرأة كان يسمح لها بالتداوي عند الرجال الأطباء ومايؤكد ذلك‬
‫طلب المعتمد بن عباد من الطبيب أبي العلاء بن زهر علاج زوجته الرميكية إثر‬

                                                        ‫مرضها بأغمات (‪.)22‬‬
‫ومهنة التوليد هي الأخرى ليست حكرا على المرأة‪ ،‬بل هناك من الأطباء‬
‫المسلمين من مارسها ‪ ،‬حيث يذكر الغبريني أن أبا القاسم محمد المرسي البجائيبن‬
‫أندراس وبعض خواص الأطباء تولوا هذه المهنة النبيلة ببجاية في القرن (‪7‬هـ‬
‫‪13/‬م) (‪ ،)23‬إلا أن الغبريني لم يذكر المراكز الاستشفائية المعدة لأداء الطبيب لهذه‬

 ‫المهمة أكانت بيمارستانات أم منازل الحوامل كان يستدعى إليها لأداء مهمته؟‪.‬‬
‫والملاحظ أن عدة أمراض كانت تصيب النساء آنذاك عامة واعتبرت عيبا في‬
‫حقهن‪ ،‬ففي حالة علم الزوج بأن زوجته مصابة بإحدى هذه العلل قبل الزواج بها‬
‫‪،‬لم يكن لها صداق إلا برضاه‪ ،‬أما إذا لم يعلم بوجود إحدى هذه الأمراض إلا بعد‬

                                 ‫تمام الزواج فله الحق في استرجاع صداقه(‪.)24‬‬
‫ودرجــت العــادة أن تنظر القابلة الموثوق بها في عيوب النساء كالعقم‬
‫والــدمــامل والالتهابات المهبلية وغيرها‪ ،‬فهي الوحيدة المؤهلة لفحص هذه‬
‫الأمراض التي كانت سببا في العديد من المشاكل والشجارات ‪ ،‬وزيادة في‬
‫الاحتراز كان يشترط أن تقـوم بعمليـة الفحص امرأتان من القابلات لأنهن أعلم‬
‫بطب النساء‪،‬ولم يكن يسمح للطبيب القيام بهذا الأمر ومعاينته حسب ما تقتضيه‬

                                                        ‫الأعراف المحلية(‪.)25‬‬

                                  ‫‪- 36 -‬‬
   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46