Page 38 - African-Issue 41Arabic
P. 38

‫‪ - 2‬المرأة والتطبيب ‪ :‬لم يقتصر الطب على الرجال فقط‪ ،‬بل كان للنساء دور في‬
‫ممارسته ‪،‬ولاشك أنه نبغ عدد لا بأس به منهن ‪ ،‬لكن لم تصلنا أسماء إلا القليل‬
‫منهن ‪،‬ونظرا لأهمية الطب (‪ )7‬في الحفاظ على الصحة ‪ ،‬لجأت النساء من أجل‬
‫تلك الغاية إلى ممارسته بطريقتين وهما الطب العلمي والطب التقليدي اللذان‬

                               ‫وإن أتفقا في الغاية إلا أن الفرق بينهما ب ّين‪.‬‬

‫امتهنت بعض النساء الطب العلمي وفي مقدمتهن أم عمر بنت أبي مروان‬
‫بن زهر (ت‪580‬هـ ‪ 1184/‬م) فقد تعلمت الطب في مدرسة والدها وبيتها المليء‬
‫برجال هذه الصناعة ووصفت بالمهارة في التدبيروالعلاج ‪ ،‬وكانت – على رأي‬
‫ابن عبد الملك ‪ُ -‬تستفتي في الطب لرجالهم فتزيد في ذلك مكانة على مكانتها التي‬

                                     ‫يقتضيها مجدها الكبير وشرفها العظيم (‪.)8‬‬

‫وحذت حذوها في ممارسة هذه المهنة ابنتها (ت ‪ 595‬هـ‪1199 /‬م) ‪،‬‬
‫حيث كانت ماهرة في الطب كوالدتها عارفة بأمراض النساء والأطفال(‪ ،)9‬وكذا‬
‫مارستهعائشة بنت محمد الجيار المحتسب بسبتة والمتوفية في أواخر القرن التاسع‬
‫الهجري في العصر المريني‪،‬وهي من بيت حسب ونسب وعلم أخذت عن أهلها‬
‫حظا وافرا من التعليم فدرست الطب على يد صهرها محمد الشريسي الطبيب الماهر‬
‫بسبته وقال عنها صاحب «بلغة الأمنية» أدركتها ‪-‬رحمة الله عليها‪ -‬وقد بلغت من‬
‫السن نحو السبعين وكانت امرأة عاقلة عالية الهمة نزيهة النفس معروفة القدر لمكانة‬
‫بيتها‪،‬لها تقدم بالطبع وجزالة في الكلام‪ ،‬عارفة بالطب (‪ .)10‬كما بارزت فيه إلى‬
‫جانب هذه وتلك سارة بنت أحمد بن عثمان الصلاح الحلبية(‪700‬ه‪1300 /‬م) التي‬

                              ‫كانت تجمع بين قول الشعر والأدب والطب (‪. )11‬‬

‫وهذه أم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطنجالي نشأت في حجر أبيها الذي‬
‫درسها الطب ففهمت أعراضه وكانت تقرئ الطب وتنظم الشعر (‪ )12‬ويفهم من هذا‪،‬‬
‫أن المرأة المغربية اجتازت مرحلة التعلم إلى مرحلة التدريس هذا النوع من العلوم‬

                                 ‫ونقلها إلى الخلق لضمان بقائها واستمراريتها ‪.‬‬
                                  ‫‪- 33 -‬‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43