Page 378 - African-Issue 41Arabic
P. 378

‫مستوياتها‪ ،‬ألا وهو قطاع المجتمع المدني‪ ،‬خاصة في البلدان النامية والتي دلت‬
‫التجربة التاريخية على ضعف دور مؤسسات الدولية في تحقيق التنمية الناجزة‪)6( .‬‬
‫لقد أصبح المجتمع المدني واحد من أهم الوسائل التي يمكن أن تقلل من‬
‫الفجوات بين المجتمع والدولة من ناحية ‪ ،‬وبين الفرد والحياة العامة من ناحية‬
‫أخرى ‪ ،‬الأمر الذي يمكن أن يسهم في مواجهة العديد من المشكلات الاجتماعية‬
‫والاقتصادية التي يتعرض لها أفراد المجتمع المترتبة على التغييرات الاقتصادية‬
‫والاجتماعية والسياسية المعاصرة (‪ ,)7‬فضلا عن ذلك أصبح المجتمع المدني ينظر‬
‫إليه وعلى نطاق واسع من قبل المنظمات الدولية بوصفة الآلية الأساسية لتحقيق‬

                         ‫التنمية المستدامة وعلى كافة المستويات الاجتماعية‪)8( .‬‬
‫ففي ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلدان النامية _ومن بينها مصر_‬
‫أصبحت هناك حاجة ماسة للأدوار المختلفة التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني‬
‫في تحقيق التنمية‪ ،‬لكن السؤال هنا‪ :‬هل تقوم تلك المؤسسات بدور حقيقي في تحقيق‬

                                                              ‫تنمية المجتمع؟‬
‫إن تاريخ مؤسسات المجتمع المدني في مصر تاريخ ليس بهين حيث تضرب‬
‫تلك المؤسسات بجذورها طويلا لتمد إلى نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن‬
‫العشرين‪ ،‬فالوقف والتكايا والأسبلة ودود البر والإحسان‪ ...‬إلخ ما هي إلا صور‬
‫_ولو بسيطة_ لمؤسسات المجتمع المدني التي كانت تقوم بدور مهم في تنمية‬

                                                       ‫المجتمع وخدمة أفراده‪.‬‬
‫فإذا كانت تجربة المجتمع المصري مع مؤسسات المجتمع المدني تجربة ثرية‪،‬‬
‫فإن الظروف التي يمر بها المجتمع في الوقت الراهن‪ ،‬يجعل الدور المعقود على‬
‫تلك المؤسسات يفوق في طبيعته وحجمه ما كان يؤمل في السنوات السابقة من‬

                                                             ‫المجتمع المدني‪.‬‬
‫من هنا جاءت فكرة البحث الراهن‪ ،‬الذي سيركز الضوء على مدى توافر‬

       ‫مؤشرات الاستدامة في أنشطة المجتمع المدني التنموية في مجتمع البحث‪.‬‬

                                  ‫‪- 373 -‬‬
   373   374   375   376   377   378   379   380   381   382   383