Page 381 - African-Issue 41Arabic
P. 381

‫عنها يملئ المحافل العلمية ومحط انظار المشتغلين بالبحث العلمي في علوم شتى‪،‬‬
‫كلا يبحث فيها وفقما يتناسب مع توجهاته العلمية‪ ،‬واصبح ثمة إجماع على أن تلك‬
‫الظاهرة تمثل مرحلة جديدة في تطور النظام الرأسمالي تحاول إعادة صياغة العالم‬

        ‫وفقا للنهج الرأسمالي الغربي عامة والأمريكي منه على وجه الخصوص‪.‬‬

‫وطأة تأثير سياسات لا تعني المواطن العادي في شيء‪ ،‬إلا أنه رغم ذلك بات‬
‫خاضعا متأثرا لما تتركه من آثار عميقة ضربت المجتمع في كافة أرجاءه‪ .‬فخلال‬
‫سنوات قليلة بدأت الدولة تنسحب من الاقتصاد وترك إلى حد كبير لرأسمالية جديدة‪،‬‬
‫رأسمالية معولمة ومرتبطة أشد الارتباط بالنظام الاقتصادي الجديد والمعولم في‬
‫ذات الوقت‪ ،‬ومن ناحية أخرى أفل نجم القطاع العام‪ ,‬وهو المشغل الرئيس للقوى‬

   ‫العاملة مدار عقود طويلة تعود إلى منتصف العقد الخامس من القرن العشرين‪.‬‬
‫والصورة السابقة لا تشكل بالقطع كافة الملامح الحقيقة لحال المجتمع المصري‬
‫بعد تطبيق سياسات التكيف الهيكلي والدخول في مرحلة الاقتصاد المعولم‪ ،‬بل هي‬
‫جزء منه‪ ،‬جزء نستطيع أن نفهم مقولة الدولة الرخوة هذا التعبير الذي استعاره‬
‫جلال أمين ليصف به حال الدولة في مصر الواقعة تحت وطأة سياسات البنك‬

                                                ‫الدولي وصندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫فإذا انتقلنا للحديث عن التنمية في ظل تلك الأوضاع وجدنا أن معدلات النمو‬
‫ووفقا للإحصاءات الدولية شهدت تراجعا غير مسبوق‪ ،‬ولم يعد بالإمكان الحديث‬
‫عن دور فاعلا للدولة عبر القطاع العام عن تحقيق طفرات تنموية‪ ،‬بل يمكن القول‬
‫بأن ما يعلن عبر مؤسسات الدولة الرسمية في الوقت الراهن أمر يحتاج إلى مراجعة‬

                                                                     ‫وتدقيق‪.‬‬
‫إذن نحن في موقف يتطلب تظافر قوى تسد الفجوة التي اتسعت بين المجتمع‬
‫ومؤسسات الدولة الرسمية‪ ،‬وهنا تتبدى أهمية الحديث عن مؤسسات المجتمع المدني‬

                                  ‫‪- 376 -‬‬
   376   377   378   379   380   381   382   383   384   385   386