Page 377 - African-Issue 41Arabic
P. 377

‫تمهيد‬

‫أصبح من المسلم به على نطاق واسع الاعتراف بالدور الحاسم الذي تمارسه‬
‫مؤسسات المجتمع المدني في تنمية المجتمع والنهوض به ‪ ،‬حيث تؤكد التقارير‬
‫الدولية على المكانة الكبيرة التي تحتلها أنشطة تلك المؤسسات في تحقيق التنمية‬
‫والدفع بمقدرات المجتمعات للرقي والتقدم(‪ ,)1‬وقد عول الكثيرون على تلك المؤسسات‬
‫في إحداث نقلة نوعية في مستوى الحياة بالنسبة لقطاع كبير من البشر‪ ،‬خاصة في‬
‫تلك البلدان التي تعاني من نقص حاد في مقدراتها الضامنة لحراك فاعل للتنمية(‪.)2‬‬

‫إن الظروف التي تمر بها البلدان التي كانت تصنف في القرن العشرين على‬
‫انها بلدان العالم الثالث ص ِّعد من صور الأزمات الاقتصادية التي كانت تعاني منها‬
‫تلك البلان على طوال العقود المنقضية من القرن المنصرم حتى الآن‪ ،‬وذلك‬
‫على العكس تماما من البلدان الغنية التي أصبحت الآن تتحدث عن التنمية فيما بعد‬

                                                                 ‫الاستدامة (‪)3‬‬

‫لقد أصبحت راهنات التنمية في البلدان النامية الفقيرة محل مراجعة‪ ،‬في‬
‫ظل ما بات يطلق عليه الرأسمالية الجديدة(‪ ، )4‬وفي هذا الصدد تشير التقارير إلى‬
‫أن العالم يوجد العديد من التحديات في كافة أبعاد التنمية الاقتصادية والاجتماعية‬
‫والبيئية‪ /‬الصحية‪ ,‬فما زال أكثر من مليار شخص يعيشون في فقر مدقع‪ ,‬وثمة حالة‬
‫حادة من عدم المساواة في الداخل بين الدول‪ ,‬في الوقت ذاته أدت انماط الاستهلاك‬
‫والانتاج غير المستدامة في التكاليف الاقتصادية والاجتماعية إلى مزيد من الاعباء‬
‫والتحديات التي تواجه مساعي كافة بلدان العالم نحو تحقيق نمط آمن من التنمية‪)5(.‬‬

‫في ظل تلك الأوضاع الاقتصادية أصبحت البلدان النامية في حاجة ماسة إلى‬
‫إعادة النظر في مقدراتها عسى أن تجد فيها ما يعينها على النمو وتحقيق حالة من‬

              ‫الصمود في ظل توحش المساعي الرأسمالية في مرحلتها المعولمة‪.‬‬

‫هنا تبرز على الساحة الأهمية التي يحظى به قطاع يعد واحد من أهم القطاعات‬
‫العاملة في تنمية المجتمع‪ ،‬هذا القطاع أطلق عليه العديد من المسميات لعل أحداها‬
‫(القطاع الثالث) يوضح لنا المكانة التي يحتلها عند الحديث عن التنمية على كافة‬

                                  ‫‪- 372 -‬‬
   372   373   374   375   376   377   378   379   380   381   382