Page 382 - African-Issue 41Arabic
P. 382

‫وما يمكن أن تقوم به في هذا الشأن‪ .‬فإذا كان الحديث عن التنمية على طوال العقود‬
‫السابقة والتي تمتد إلى منتصف القرن العشرين‪ ،‬كان حديثا يمكن وصفه بالطوباوية‪،‬‬
‫وذلك لأنه كان حديث مفعما بالأماني التي لا تدعمها سياسات حقيقية دافعة نحو‬
‫تحقيق النماء‪ ،‬إذا كان هذه الحديث قد افضى إلى ما يمكن أن نطلق عليه إنجازات‬
‫صفرية‪ ،‬فإن الظروف التي يمر بها المجتمع المصري في الوقت الراهن لا تسمح‬

                              ‫بأي حال من الأحوال بتكرار مثل تلك المهاترات‪.‬‬
‫لكن ما الحل؟ من وجهة نظر كباحثة يمكن الحل في مؤسسات المجتمع المدني‪،‬‬
‫تلك المؤسسات التي أخذت على عاتقها خلال السنوات الأخيرة القيام بالكثير‬
‫من الأدوار التي عرفت (تقليديا) على أنها من أدوار الدولة‪ ،‬فمن رعاية الأيتام‬
‫وأصحاب الاحتياجات الخاصة‪ ،‬مرورا بكبار السن والخدمات الصحية والتعليمية‬
‫والتدريب والتأهيل أصبحت مؤسسات المجتمع المدني كيانا فاعلا في تولى زمام‬

                 ‫العمل التنموي في المجتمع دون أن يعني ذلك إلغاء دور الدولة‪.‬‬
‫تطرح مؤسسات المجتمع المدني في مصر نفسها على أنها شريك أساسي‬
‫في العمل المجتمعي بوجه عام والتنموي منه على وجه الخصوص‪ ،‬وتحفل برامج‬
‫العمل الخاصة بتلك المؤسسات بالعديد من الأهداف ذات الطابع التنموي‪ ،‬والسؤال‬
‫الذي يطرح نفسه هنا (على أهمية هذا الدور)‪ :‬ما مؤشرات الاستدامة في الأنشطة‬

                                           ‫التنموية لمؤسسات المجتمع المدني؟‬
‫يمثل التساؤل السابق القضية الرئيسة الذي ستبحث فيها هذه الدراسة‪ ،‬ولأجل‬
‫اكتمال الصورة تطرح الباحثة أربعة أسئلة تشكل الحدود الإجرائية الذي سوف‬

                    ‫تتحرك فيها الباحثة لأجل الإجابة على السؤال السابق وهي‪:‬‬
            ‫	 •ما مؤشرات الاستدامة في الانشطة ذات الطابع الاجتماعي‪.‬‬
            ‫	 •ما مؤشرات الاستدامة في الانشطة ذات الطابع الاقتصادي‪.‬‬
       ‫	 •ما مؤشرات الاستدامة في الانشطة ذات الطابع الصحي والبيئي‪.‬‬

                ‫	 •ما مؤشرات الاستدامة في الانشطة ذات الطابع الثقافي‪.‬‬

                                  ‫‪- 377 -‬‬
   377   378   379   380   381   382   383   384   385   386   387