Page 535 - African-Issue 41Arabic

‫للجبل للتبرك بأولاد ميزار وأخذ الذبائح معها «الندر» ويعالج الصيادون الطفل‬
‫الذي يتأخر في المشي بوضعه على جرف البحيرة وغسل أرجله من مائها ‪ .‬ويقوم‬
‫البعض الآخر بربط أرجل الطفل بزعف النخيل ووضعه أمام جامع يوم الجمعة‬
‫وأول رجل يخرج من الجامع بعد الصلاة يقوم بفكه‪ ،‬وبذلك أصبحت معتقد ثقافي‬
‫نابع من هذه البيئة ‪ .‬يتضح من ذلك أن الظروف البيئية أثرت في نوع المرض‬
‫وطريقة علاجه‪ ،‬ويتفق ذلك مع الاتجاه الايكولوجي الثقافي وهو أن البيئة هي المحدد‬
‫الأساسي في ظهور سمات معينة مثل نوع العلاج ‪ .‬ولم يقتصر الأمر على ذلك‬
‫فقد تضمن النسق الطبي بعض وسائل العلاج الشعبي مثل الأعشاب والتي لا يزال‬
‫يعتمد البعض عليها في العلاج مثل الدمسيسة‪ ،‬وحلف البر في علاج الحصوات‪،‬‬

‫وتستخدم الحلبة والينسون في علاج المغص خاصة عند الأطفال‪.‬‬

‫المحور السادس‪ :‬التعابير اللغوية‪:‬‬
‫تعتبر اللغة عنصراً أساسياً وقاسماً مشتركاً في توحد الجماعات والتفاهم‬
‫المشترك وسهولة الحوار والتفاهم حول مشاكل المجتمع وهى بذلك سمة ثقافية‬
‫تسهل على الانثربولوجى كيفية دراسة مختلف اللغات واللهجات السائدة ‪ ،‬وان يعقد‬
‫المقارنات بينها وأن يربط في نفس الوقت بين حدود اللغة وحدود الثقافة موضوع‬
‫البحث(‪ .)72‬وتختلف كل مهنة عن غيرها من المهن في اللغة التي تستخدمها كل فئة‬
‫من الصيادين والصناع والتجار ورموزهم الكلامية الخاصة‪ ،‬والتي ينحصر فهم‬
‫مدلولاتها فيهم‪ ،‬وفيمن يتصل بهم والكلام في كثير من وجوه الأنشطة يكون جزء‬

‫من أداء الأعمال(‪.)73‬‬
‫وبذلك فقد كشفت الدراسة الميدانية عن وجود بعض التعابير اللغوية‬

‫والمصطلحات التي يستخدمها الصيادين بينهم‪.‬‬

‫‪- 530 -‬‬