Page 533 - African-Issue 41Arabic
P. 533

‫للمجداف لفترات طويلة أثناء الصيد والتهاب المفاصل‪ .‬وهذه الأمراض مرتبطة‬
‫بكبار السن‪ ،‬ومن جانب آخر فقد أدى التعامل مع البيئة البحرية إلى انتشار بعض‬
‫الأمراض بين الصيادين وبوجه خاص في فصل الشتاء مثل نزلات البرد الحادة‪،‬‬
‫الروماتيزم‪،‬والالتهابات الشعبية‪ ،‬والارتفاع الشديد في درجات الحرارة‪.‬بالإضافة‬

                              ‫إلى تشقق الجلد‪،‬حساسية العيون في فصل الصيف‬

‫وإذا كانت البيئة تمثل أحد مصادر حدوث المرض وانتشاره‪ ،‬فإنها من جانب‬
‫آخر تعد إطاراً عاماً يحمي الإنسان من المرض من خلال ما تقدمه من وسائل‬
‫للوقاية من المرض من جهة‪ ،‬وعلاج لبعض الأمراض من ناحية أخرى‪ ،‬ولقد أدرك‬

                                                ‫الإنسان هذه الحقيقة منذ القدم‪.‬‬

‫ولقد أكدت العديد من الحقائق العلمية مدى إسهام العناصر البيئية المختلفة في‬
‫الوقاية والعلاج‪ .‬فالبيئة الطبيعية بعناصرها المختلفة (الشمس – الهواء – الماء –‬
‫التربة ‪ -‬الخ) تسهم في وقاية الإنسان من المرض‪ ،‬فالحياة بجوار البحر وضوء‬
‫الشمس والهواء النقي تساعد على وقاية الإنسان من المرض‪ ،‬حيث أن التعرض‬
‫للأشعة فوق البنفسجية يساعد على الوقاية من المرض –مثل مرض لين العظام‪-‬‬
‫كما أن مياه البحر المالحة تقي الإنسان من بعض الأمراض الجلدية‪ ،‬وتعد مياه البحر‬

                    ‫بوجه عام علاجاً لبعض حالات الأكزيما وحساسية الجلد(‪.)70‬‬

‫فان الظروف الايكولوجية التي ساعدت على انتشار بعض الأمراض كان لها‬
‫دور آخر في عدم الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل مرض البلهارسيا‪ ،‬وهى‬
‫من الأمراض المرتبطة بالعمل خارج القرية أثناء غلق البحيرة والعمل بالصيد في‬
‫مياه النيل بالإضافة إلى أمراض التهاب مجرى البول‪،‬والتهاب المعدة‪ ،‬وهى أمراض‬
‫لم يعرفها سكان القرية‪ .‬بالإضافة إلى قلة الإصابة بلين العظام نظرا للتعرض للأشعة‬
‫فوق البنفسجية خاصة أثناء الصيد نهاراً‪ ،‬ونظراً لطبيعة العمل في البحيرة أكد العديد‬
‫من المبحوثين أن هناك قله في نسبة الإصابة بضعف النظر‪ ،‬ويسود الاعتقاد أيضا‬

                 ‫أن جو البحيرة يقلل من نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي‪.‬‬
                                  ‫‪- 528 -‬‬
   528   529   530   531   532   533   534   535   536   537   538