Page 534 - African-Issue 41Arabic
P. 534
ويعد تلوث بحيرة قارون أحد المتغيرات الأخرى المؤثرة أيضاً على الصحة
العامة لسكان قرى البحيرة ،وعلى إصابتهم ببعض الأمراض كنتيجة مباشرة أو
غير مباشرة لذلك التلوث فمن أهم عوامل هذا التلوث والتي ترجع في مجملها إلى
هدر الإنسان للطبيعة ممثلة في التخلص من الصرف الزراعي وأهمها مصرفي
«البطس» في الشرق« ،الوادي» في الغرب والتي تحمل إلى البحيرة كل ما يتخلف
فيها من مخلفات الأرض الزراعية من كيماويات وأسمدة ومبيدات حشرية.وأيضا
مخلفات الصرف الصحي الناتجة عن المنشات السياحية التي تزايدت بشكل ملحوظ
في السنوات الأخيرة وتلقى مخلفاتها إلى البحيرة ،وأيضاً مخلفات الصرف الصحي
الناتجة عن مساكن القرى المجاورة ،وإلقاء القمامة والمخلفات ،وزيادة معدلات
الملوحة بها( .)71ونظراً لملوحة البحيرة تبين أن هناك نسبة كبيرة من الصيادين
مصابين بالحصو خاصة الكلى ،والمسالك البولية.بالإضافة إلى الأمراض الناتجة
عن تلوث البحيرة منها الفشل الكلوي.
ولقد كشفت الدراسة الميدانية أن بحيرة قارون تمثل أهم العناصر البيئية التي
كان لها دور هام في تحقيق الصحة .فقد أصبحت البحيرة مركب ثقافي تحتوى
بداخلها على مجموعة من السمات التي تتشابك مع بعضها كتلك الأهمية التي
يمنحونها لها للتبرك بمياهها عند إصابتهم بأمراض معينة ،ويكمن ورائها وظيفة
صحية كامنة تتعلق ببعض الممارسات والمعتقدات المتعلقة بها للشفاء من امرض
الحمى والجروح والحساسية الجلدية حيث يعتاد الصياد النزول في مياهها ،أو
الشرب منها عند المغص أو القيء الشديد ،ويستخدم مية الكشك في الشرب عند
الإصابة بضربة الشمس» كنا نقول فلان لو شرب مية الكشك هيخف بسرعة».
ويطلقون عليها اسم «البركة» فيذكر أحد المبحوثين « كنا بنشرب من البركة على
الرغم من ملوحتها ولكن كنا بنقول إن الملوحة متخلهاش تتلوث»
ويبارك الصيادون مياه البحيرة بالاستحمام فيها أثناء مولد أولاد ميزار لعلاج
النساء من العقم ،وفك المشاهرة حيث تعتاد النساء بعد زيارتها للبحيرة الذهاب
- 529 -