Page 19 - 2014-36
P. 19

‫المدينة وأهلها سنة ‪873‬هـ‪1468/‬م‪ ،‬ونكل بأهلها(‪ ،)78‬وبذلك انتزع تنبكت من يد‬
‫الطوارق(‪ )79‬الذين كانوا قد استولوا على تنبكت منذ عام ‪837‬هـ‪1433 /‬م‪ ،‬فضلاً‬
‫عن أنهم دأبوا على الهجوم على حدود المملكة‪ ،‬وبهذا استطاع تخليص مملكته من‬

         ‫الخطر المباشر الذي طالما هددها‪ ،‬وطرد الطوارق بعي ًدا عن تنبكت(‪.)80‬‬

‫وتشير المصادر إلى بعض الهجمات والتهديدات التي عانت منها مملكة صنغي‬
‫على أيدي بعض السلطنات مثل سلطنة الموشي‪ ،‬فشن سني علي حر ًبا ضد جماعات‬
‫الموشي عام ‪885‬هـ‪1480/‬م‪ ،‬الذين كانوا يهاجمون مدينة تنبكت‪ ،‬ثم غزاهم مرة‬
‫ثانية عام ‪888‬هـ‪1483 /‬م وتعقبهم غر ًبا إلى أقصى حد(‪ .)81‬كما وجه حملة في أواخر‬
‫حكمه عام ‪898‬هـ‪1492/‬م ضد قبائل الدوجون ‪ Dogon‬والفولاني ‪ Fulani‬الذين‬
‫كانوا يغيرون على تلال باندياجارا ‪ Bandiagara‬على الحدود الجنوبية للمملكة(‪.)82‬‬

‫كما سجلت المصادر السودانية حالات للخروج عن طاعة مملكة صنغي في‬
‫عهد الأسكيا محمد الذي قاد حملة بنفسه عام ‪906‬هـ‪1501/‬م أخضع بمقتضاها‬
‫إقليم آير لسلطانه‪ ،‬لاسيما أن هذا الإقليم كان يجنح نحو التمرد باستمرار(‪ .)83‬وفي‬
‫عهد الأسكيا نفسه كانت مدينة كياك تتمتع بجي ٍش قوي‪ ،‬ووقع بين ملكها وبين تنيض‬
‫ملك فوت خصومة وتشاجر‪ ،‬وحلف ملك كياك بأن يكسر تنيض ويحول بلاده إلى‬
‫صحراء‪ ،‬وهو ما يشير إلى قدر الدمار الذي تنتج عن مثل هذه المشاحنات‪ ،‬واستغاث‬
‫ملك كياك بكنفار عمر الذي خرج على رأس جيشه معظمه من أهل صنغي الذين‬
‫اشتهروا بخبرتهم وتمرسهم في الحرب والقتال‪ ،‬وسار كرمن فار عمر بهذا الجيش‬
‫لمسيرة تزيد على الشهرين من تندرمة إلى فوت‪ ،‬وهو أمر يدل على مدى صعوبة‬
‫هذه الحروب وتكلفتها ومؤنها وإعدادها‪ ،‬وتمكن كرمن فار عمر من الظفر بتنيض‬

               ‫وقتله‪ ،‬وغنم أموالاً كثيرة‪ ،‬وكان ذلك في عام ‪918‬هـ‪1512/‬م(‪.)84‬‬

‫ولم تثبت مملكة آير على طاعتها للأسكيا محمد الأول‪ ،‬فما لبث ملك هذه‬
‫المملكة أن أعلن الخروج مجد ًدا عن التبعية لصنغي‪ ،‬وظل هذا الملك يخرج عن‬
‫طاعة الأسكيا مرا ًرا‪ ،‬الأمر الذي دفع الأخير لقيادة حملة أخرى ضد آير سنة‬

                                  ‫‪- 42 -‬‬
   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24