Page 20 - 2014-36
P. 20

‫‪921‬هـ‪1515/‬م نجحت في رد آير من جديد إلى التبعية لصنغي(‪ .)85‬والراجح أن‬
‫أسكيا الحاج محمد بعد حملته الثانية على آير قام بعدة تعديلات حتى لا تخرج تلك‬
‫السلطنة عند نطاق مملكته من جديد؛ حيث سمح لحاكم آير أن يتمتع بحكم شبه ذاتي‬
‫وعدم التدخل في شئونه الداخلية مقابل أن يدفع ضرائب سنوية تم الاتفاق عليها(‪.)86‬‬
‫وقدرها الحسن الوزان عندما زار مدينة أقدز إحدى مدن إقليم آير بحوالي مائة‬

                                                      ‫وخمسين ألف دينار(‪.)87‬‬

‫ويعد الأسكيا موسى بن الأسكيا محمد من الخارجين على السلطة في مملكة‬
‫صنغي‪ ،‬فقد أعلن عزل أبيه عن الحكم عام ‪935‬هـ‪1529/‬م؛ لذلك أرسل الأب‬
‫كرمن فار يحيى بجزء من الجيش من تندرم إلى العاصمة جاو‪ ،‬لكي يمنع موسى‬
‫من الإقدام على هذه الخطوة‪ ،‬ووقعت حرب بين القوات الموالية لأسكيا محمد بقيادة‬
‫كرمن فار يحيى‪ ،‬وقوات ابنه الأسكيا موسى‪ ،‬انتصر فيها الأخير‪ ،‬وقتل كرمن فار‬

         ‫يحيى‪ ،‬وأعلن موسى عزل أبيه من السلطة‪ ،‬وتولى هو حكم المملكة(‪.)88‬‬

‫وهكذا كان الأساكي لا يتهاونون مع الخارجين والمنافسين والطامعين في‬
‫العرش من الأخوة والأمراء أو كبار القادة‪ ،‬فكانوا ينزلون بهم أشد أنواع العقاب‪،‬‬
‫فقد تعامل الأسكيا موسى بكل عنف مع الخارجين عليه‪ ،‬فقد عارضه بعض إخوته‬
‫ونازعوه في السلطة‪ ،‬وهرب الكثيرون من إخوته إلى تندرم عند أخيهم كرمن فارى‬
‫عثمان يوباب ‪ ،Kurminfar Usman Ubab‬ونتيجة لذلك هدد الأسكيا موسى أخيه‬
‫عثمان بمحاربته إذا استمر في مساندة إخوته المتمردين على سلطانه‪ ،‬لكن عثمان‬
‫لم يكترث بتهديد الأسكيا‪ ،‬فوقعت الحرب بين الطرفين عام ‪936‬هـ‪1530/‬م انتصر‬
‫فيها الأسكيا موسى على معارضيه‪ ،‬وهو ما دفع إخوته وأقاربه إلى انتهاز هذه‬
‫الفرصة للتخلص منه وقتله سنة ‪937‬هـ‪1531 /‬م(‪ ،)89‬وكانت هذه بداية لسلسلة من‬

                                          ‫الحروب والصراعات حول السلطة‪.‬‬

‫وقد كانت الطريقة التي وصل بها الأسكيا موسى إلى سدة الحكم بأن قام بعزل‬
‫أبيه وسجنه‪ ،‬سب ًبا في كثرة معارضيه؛ فكان شغله الشاغل هو التخلص من أولئك‬

                                  ‫‪- 43 -‬‬
   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25