Page 367 - 2015-37
P. 367
في هذا الخصوص ،يرى المؤرخ «حسين مؤنس» أن أبعاد الشخصية
المصرية تتحدد في ثاثة مكونات رئيسية هي المتوسطية واآسيوية واأفريقية،
ومن ثم فإنه يتصور ثاث دوائر السياسة مصر الخارجية هي :الدائرة اأفريقية،
والدائرة المتوسطية ،والدائرة اآسيوية(.)22
أما «سليمان حزين» فهو يتصور أن السياسة الخارجية المصرية حري بها
أن تتحرك في ثاث دوائر أساسية تمليها عليها انتماءاتها الجغرافية والتاريخية
والثقافية – الدينية ،وهذه الدوائر هي :دائرة البحر المتوسط ،والدائرة اأفريقية،
والدائرة العربية – اإسامية(.)23
ولقد عبرت رؤية القيادة السياسية الرسمية المصرية عن تصورها لدوائر
السياسة الخارجية المصرية ،ففي كتابه المعنون« :فلسفة الثورة» يحدد الرئيس
(جمال عبد الناصر) دوائر السياسة الخارجية المصرية في ثاث دوائر باأساس؛
هي بالترتيب :الدائرة العربية ،والدائرة اأفريقية ،والدائرة اإسامية .حيث يقول(:)24
«لن نستطيع بحال من الحوال أن نتخلى عن مسئوليتنا في المعاونة بكل ما
نستطيع لنشر النور والحضارة حتى أعماق القارة العذراء .ويبقى بعد ذلك سب ٌب
مهم ،وهو أن النيل شريان الحياة لوطننا يستمد ماءه من قلب القارة .ويبقى أي ًضا أن
السودان -الشقيق الحبيب -تمتد حدوده إلى أعماق أفريقيا ويرتبط بصات الجوار
مع المناطق الحساسة في وسطها»(.)25
ويتصور «جمال حمدان» أن لمصر أبعا ًدا أربعة يجب أن تتحرك في نطاقها
السياسية الخارجية المصرية ،فيما يسميه جمال حمدان «أبعادنا اأربعة» وهي:
الدائرة النيلية ،ودائرة البحر المتوسط ،والدائرة اآسيوية ،والدائرة اأفريقية .مشي ًرا
إلى أن هذه الدوائر تمثل دوائر تحرك خارجي لمصر ،وهي تختلف –من وجهة
نظره– با شك عن دائرة اانتماء اأساسية لمصر ،ويعني بها الدائرة العربية(.)26
وتتجلى عبقرية «جمال حمدان» وتفرده عن غيره في تخصيص «دائرة
نيلية» جن ًبا إلى جنب مع الدائرة اأفريقية؛ وليست عو ًضا عنها أو أن تحل أي منهما
محل اأخرى .فأفريقيا من منظور «حمدان» يجب أن تحظى بااهتمام المصري
- 362 -